Friday, December 9, 2011

أيـن أنـت يـا ذلك الإنســان ؟..؟؟؟؟

أيـن أنـت يـا ذلك الإنســان ؟..؟؟؟؟
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
هـل أنت الآن على متن طائرة تحلق بك فوق آفاق السحاب .. وأمامك جانب من رفاق الرحلة .. وإذا أخذت لمحة سريعة بالنافذة فهناك ذاك الأزرق الفاتح من ألوان السماء ؟؟ .. والعين سريعاً ترتد إليك لأنها تعجز عن بلوغ النهايات .. أم هو ذاك الليل وأنت في جوف الفضاء .. وتطير بك أجنحة أنت لا تراها .. ولكنها تزمجر من أحشائها خلف تلك الأبواب المحكمة .. وأنت الآن في المجهول .. مغمض العينين .. أمامك وهم من ظلام .. وقد يكون خلفك أو أمامك سربً من طيور تهاجر في سلام .. أو قد يكون حولك ركام من سحاب تتجمع في وئام ؟؟ وتحتك الآن ذاك البعـد من أوهام المسافات .. أوهام بدل حقيقة كانت قبل لحظات .. الأرض ( تلك الأم ) .. ملموسة وآمنة بذاك الثبات والجمود .. كانت تقف عليها أقدامك في ثقة دون خوف أو وجل .. ثم زمجرة وعربدة وركض وهياج ثم فجأة هيكل بغير أرجل في الفضـاء .. أين هي الآن تلك الأرض ؟؟ .. وأين أصبحت منك ذاك السند المطمئن في هذه اللحظة ؟؟ .. وهل أنت تدري .. فقد تكون الآن أنت فوق جبال .. وقد تكون فوق سهول ووديان .. وقد تكون فوق زروع وبنيان .. وقد تكون فوق أعين تنظر إليك من مكان .. وثقل طائرتك رغم ذاك الحجم لا تدوس على رمش من رموش تلك العين .. فأنت أثير في الفضاء .. تتنقل في خفة وبراعة رغم كتلتك .. والأرض تراقبك جيداً من بعيد ولا تفارقك لحظة في غفلة .. فكأنها أم تخاف من وليدها ( فلذة كبدها ) وقد تسلق فوق عملاق الأشجار .. فعاجلاً أم آجلاً فأنت عائد إليها .. وهي تحن لعودتك لتحتضنك من جديد .. والحكمة بالفطرة تخلق سعادة ما بعدها سعادة عندما تلتصق أقدامك بالأم مرة أخرى .. سعادة تؤكد أن الصلة بالحقيقة ( الأرض ) قوية .. وقوية جداً .. ولو لا مظنة غير محقة لسجد العائد من رحلته في الفضاء يحتضن الأرض ويقبلها .. لأنها تعني السلامة .. ولأنها تعني الأمن والأمانة .. ولأنها هي الأم ومن رحمها الإنسان .. وهي صاحبة كل خلية من خلايا البدن .. والإنسان منذ لحظات التحلق الأولى يبدأ في التفكير بالأم .. ويتمنى سرعة العودة إليها .. ولا يتمنى أبداً أن يديم البقاء في الأجواء .. ولكن هي الظروف تحكم أحيانا بالافتراق .. والافتراق من أجل التجول السريع في أرجاء تلك الأم الغالية .

ونحن معكم في هذه الرحلة عبر هذه الكلمات والحروف فلعلها تمثل رفقة تخفف عنكم معاناة السفر .. ثم نودعكم في أمان الله .. متمنين لكم رحلة سعيدة .. وعودة حميدة .
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )

No comments: