Saturday, December 3, 2011

مذكرات كلب ضال

السبت

"هاو هاو.. يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم.. حَبَك لمّ الزبالة دلوقت"

إستيقظت من نومى كالمعتاد فى ملقب الزبالة على لبش "مجدى الزبال" الذى يأتى كل صباح ليفعل ما كنت أفعله أنا فى المساء، وهو الشمشمة فى الزبالة للحصول على اى لقمة.

"صعبان عليا مجدى"

من كثرة تعبه فى الحصول على اى حاجة تبل الريق من زبالات المناطق الشعبية الكحيانة اللى أساسا جاية من بيوت مافيهاش أكل، تعلّم أن يسير خلفى فى الخرابة، وأكون أنا مرشده، تقريباً حاسة الشم عنده تعبانه زى كل البنى أدمين.

الجمعة

"هاو هاو.. سمعت إن واحد اسمه البرادعى جاى من بلاد برة عشان يترشح فى الانتخابات"

سألت الكلاب الضالة يعنى إيه انتخابات، قالولى دى حاجة بيعملوها البنى ادمين عشان واحد يجي يزورها ويحكمهم، ويرجعوا يقلوا أدبهم علينا ويقولوا ريس إبن كلب.

الاربعاء

"هاو هاو.. وحياة أمك يا كلبة انتى ما انا سايبك"

كل ليلة فى ذات الميعاد تأتى تلك الكلبة الحسناء، لتنبح أمام الخرابة على صديقتها التى تقطن فى الخرابة اللى جنبنا، وتثير أعصابى بملامحها الفاتنة، ومرة حاولت مغزلتها فرفعت زيلى لها، فما كان منها إلا أن نبحت ولمّت عليّ كلاب خرابات المنطقة.

الخميس

البنى أدمين متلخبطين..

وسمعت طراطيش كلام إن فى بنى آدم مهم عيان.. ومسافر بلاد برة يتعالج.. بيقولوا ألمانيا .. يااه .. نفسى أشوف الكلاب فى ألمانيا عايشين إزاى .. أكيد طالما الناس المهمين هنا بيروحوا ألمانيا يتعالجوا يبقى الكلاب هناك بتهيص عضم طول السنة.

الاثنين

اجازة الحلاقين..

لذا اعتبرها فرصة جيدة للرقود أمام دكان "موسى الحلاق" فهذة المنطقة مستخبية واستطيع أن أنام فى هدوء فى نفس الوقت اراقب الطريق، بحيث أرى الواد (شغتة) صبى الجزار متسللاً بالعضم وبقايا اللحوم، فأنبح عليه وحين يجرى خائفاً تقع منه عضمات تقمن صلبى.

الثلاثاء

اجتماع المنطقة..

حيث نلتقى فى خرابة مغاورى، وهى الخرابة الملاصقة لدكان بقالة صاحبه رجل غلس اسمه مغاورى، كلما رآنا استقبلنا بجردل مية ساقعة، ولم نسلم منه إلا عندما وقفنا جميعاً وقفة رجل واحد، فأصبح يتحاشانا قدر إمكانه.

والاجتماع لبحث احوال الكلاب الضالة فى المنطقة، وما آل إليه الحال، ومناقشة خطة العمل فى الفترة القادمة، وهى فترة اجازة صيفية، يحلو لعيال المنطقة ربط الكلاب بأحبال ويسومونهم سوء العذاب، وكأننا كلاب من قريش.

الاربعاء

الحال زفت..

والبلد ناشفة، والجميع يجلسون لبحث أحوال النشفان الذى أصاب البلد.

المواطنين على القهاوى، والكلاب فى الخرابات..

قال كلب: يجب أن نصل بأصواتنا إلى جمعيات الرفق بالحيوان..

كلب ثانى: يا شيخ اتلهى.. ده موظفين جمعية الرفق بالحيوان، لو شافونا هيعملونا ساندوتشات.

كلب ثالث: طب والعمل، ما هى الدنيا ناشفة وما عدش فى اكل ولا حتة عضم او شغتة.

كلب رابع: وانا مراتى والدة سبع كلاب ومش راحمينّى من الهوهوة

الكلب الأول: أنتوا ساكنين فى انهى خرابة؟

الكلب الرابع: اللى على ناصية شارع خساية

الكلب الأول: طب ده انت جنبك "كلوْة الجزار" ما تعيش حياتك معاه.

الكلب الرابع: "كلوة" إتجوز ومراته خلفت له توأم وأعلن إفلاسه الغذائى.

الجمعة

إستطعت بحمد لله اقتناص تلك العضمة التى رماها لى "اورمة الجزار" والفرار بها، إلا أن كلاب المنطقة لاحقتنى حتى لحقت بى، فوقفت فى صمود أحمل العضمة فى فمى وجميعهم ينبحون، وأنا أرتعد فى صمت، لكن مرت الكلبة الحسناء وشاهدتنى فى هذا الموقف فعملت نفسى شهماً ونبحت.. فسقطت العضمة من فمى وهجموا عليها وأخذوها.!

"هاو هاو.. الله جاب الله خد الله عليه العوض.. كان لازم اعمل فتك واهوهو"

No comments: