Saturday, December 3, 2011

الرنّ على الأشياء المفقودة

منذ أيام قلائل فقدتُ (محفظتى) الغالية ببطاقتها وكارنيهاتها وإندكسها وكل ما لذ وطاب من الأوراق الهامة، حتى كدتُ أرزع دماغى فى أول حائط على إيدك اليمين، ثم أراد الله فعادت لى.. بعد نشاط دمعى حاد.
وعندما يختفى الريموت فأصير مضطراً إلى قضاء السهرة فى البحث عنه تحت السرير وفوق الدولاب وداخل المطبخ، أو حمل ساندوتشاتى وأشيائى وتناولها فوق الريسيفر مستخدماً أزراره الأصلية بدلاً من الريموت المأسوف عليه.. حتى لا يقع حظى مع قناة تعرض فيلم طليعى وأضطر إلى إستكمال السهرة فى أحضان ثلة من المستظرفين.
وهكذا كلما فقدتُ شيئاً أصابتنى حالة من العجز والقهر وانعدام الوزن وأقف مكتوف الأيدى.
لكن لضياع الموبايل داخل المنزل ميزة حلوة.. فبرنه صغيرة تستطيع تحديد مكانه، بينما إذا إختفت تلك الأشياء الصماء من أمامك فلا تستطيع أن ترن عليها ولا تستطيع كذلك أن تقوم بعمل Search ولكن لابد من عمل بحث Manual.
إندهشتُ كيف أن تلك البشرية العبقرية التى اخترعت من الابرة للصاروخ لم تستطع أن تضع حداً لفقدان الإنسان لأشياءه، والأمر بسيط وسهل وافتكاسى للغاية: هو تركيب وحدة (رنّ) لكل الأشياء بالإضافة للأطفال حتى إذ ما أختفى الشئ أو الطفل من أمامك، تقوم بالرنّ عليه فيأتى الطفل مذعوراً وهو يرن، أو يأتيك صوت محفظتك من الدولاب.
حل سهل وبسيط لإعادة الأشياء المفقودة..
المصيبة فى إعادة الأحساسيس المفقودة، كمثل الإحساس بالدفئ، أو الحب، فلا تتوقع مثلاً فى يوم من الأيام، أن يهجرك الحبيب، ولا تعرف له طريق جرّة فتقوم بالرن عليه، لتكتشف أنه يرن فى حضن محبوب آخر، أو ترن على صديقك الذى (سقع لك) فجأة فتكتشف أن الشخص الوقح الذى سرق صديقك منك يقوم بكل بجاحة (بالكنسلة) عليك.

No comments: