Friday, December 12, 2008

فهل ما زالت مثل تلك القلوب تعيش اليوم وتنبض؟؟؟

قصه حقيقية

في إحدى الأيام، كان الولد الفقير الذي يبيع السلع بين البيوت
ليدفع ثمن دراسته، قد وجد أنه لا يملك سوى عشرة سنتات لا تكفي لسد جوعه، لذا قرر أن يطلب شيئا من الطعام من أول منزل يمر عليه،
ولكنه لم يتمالك نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة،
فبدلا من أن يطلب وجبة طعام، طلب أن يشرب الماء.
وعندما شعرت الفتاة بأنه جائع، أحضرت له كأسا من اللبن،
فشربه ببطء وسألها: بكم أدين لك؟ فأجابته: لا تدين لي بشيء ..
لقد علمتنا أمنا أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير'. فقال:' أشكرك إذاً من أعماق قلبي'،
وعندما غادر هوارد كيلي المنزل، لم يكن يشعر بأنه بصحة جيدة فقط،
بل أن إيمانه بالله وبالإنسانية قد ازداد، بعد أن كان يائسا ومحبطاً.

بعد سنوات، تعرضت تلك الشابة لمرض خطير، مما أربك الأطباء المحليين،
فأرسلوها لمستشفى المدينة، حيث تم استدعاء الأطباء المتخصصين
لفحص مرضها النادر............ .
وقد أستدعي الدكتور هوارد كيلي للاستشارة الطبية، وعندما سمع إسم
المدينة التي قدمت منها تلك المرأة، لمعت عيناه بشكل غريب،
وأنتفض في الحال عابراً المبنى إلى الأسفل حيث غرفتها،
وهو مرتديا الزي الطبي، لرؤية تلك المريضة، وعرفها بمجرد أن رآها،
فقفل عائدا إلى غرفة الأطباء،
عاقداً العزم على عمل كل ما بوسعه لإنقاذ حياتها،
ومنذ ذلك اليوم أبدى اهتماما خاصا بحالتها.
وبعد صراع طويل، تمت المهمة على أكمل وجه،
وطلب الدكتور كيلي الفاتورة إلى مكتبه كي يعتمدها، فنظر إليها
وكتب شيئا في حاشيتها وأرسلها لغرفة المريضة.
كانت خائفة من فتحها، لأنها كانت تعلم أنها ستمضي بقية حياتها
تسدد في ثمن هذه الفاتورة، أخيراً .. نظرت إليها، وأثار إنتباهها شيئا
مدونا في الحاشية، فقرأت تلك الكلمات:


'مدفوعة بالكامل بكأس واحد من اللبن'
التوقيع: د. هوارد كيلي

إغرورقت عيناها بدموع الفرح، وصلى قلبها المسرور بهذه الكلمات:
'شكرا لك يا إلهي، على فيض حبك ولطفك الغامر
والممتد عبر قلوب وأيادي البشر'.


فهل ما زالت مثل تلك القلوب تعيش اليوم وتنبض؟؟؟

هل الحب ايام زمان

تعالوا نشوف الفرق بين الحب في هذا الزمن والحب في الازمان السابقة وايهما اصدق وانبل.. قد يكون للتقدم والتكنولوجيا والعولمة تدخل مباشر في تغيير مسار نوعية حب اليوم وقد يكون العكس.. هذا امر متروك تقديره للقراء
*******
(1)
الحب سابقا كان ينبع من القلب
أما اليوم نزل إلى المعدة
*******
(2)
كان الرجل إذا أحب امرأة ضحى بالغالي والرخيص كي يتزوجها
أما اليوم إذا أحب الرجل امرأة.. ضحت هي بالغالي والنفيس كي يستر عليها ولا يفضحها
*******
(3)
كان الحب يوصل إلى درجة الجنون
بينما اليوم فمن الجنون أن تغامر وتحب
*******
(4)
كانت المرأة إذا أحبت يظهر الحب في عينيها ووجهها وتصرفاتها
أما اليوم يبان الحب من قصر فستانها وفتح شهيتها
*******
(5)
كان الرجل إذا أحب امرأة آثر العزلة عن الخلق كي لا ينشغل عن حبيبته
بينما اليوم إذا أحب الرجل امرأة تعرّف على صديقاتها
*******
(6)
كان الرجل إذا أحب امرأة وأراد أن يغازلها شبهها بالنسيم العليل ووجه القمر
بينما اليوم.. إذا أراد أن يغازلها شبهها بالهمبرغر والبوظة والبيبسى
*******
(7)
كان الحب أيام زمان هدفه الزواج
بينما الحب اليوم هدفه لقطع تذكرتين في مؤخرة صالة السينما بعد إطفاء الأنوار
*******
(8)
كانت لغة الحب بالعيون
فأصبحت لغة الحب اليوم رسائل الموبايل
*******
(9)
كانت المرأة يعجبها من الرجل رجولته وشجاعته واخلاقه
بينما المرأة اليوم يعجبها من الرجل نعومته وشكله وقصة شعره
*******
(10)
كانت غيرة الرجل على المرأة مؤشر ودليل حب
بينما غيرته اليوم دليل رجعيه وظن ومركب نقص
*******
(11)
كان الرجل يرى حبيبته في المنام
بينما اليوم يراها في شقته الخاصة

هذا الحب ..هل تعرفه ...

سئلت إمرأة عجوز عن الحب وما هو معناه فأجابت ,



أول مرة سمعت هذه الكلمة كنت طفلة صغيرة

وكانت من والدي الذي قبلني وقال إني أحبك , فقلت الحب هو :



الحنان والأمان وحضن دافئ







عندما بلغت سن الرشد وجدت رسالة تحت باب المنزل

أرسلها إبن الجيران عنوانها إسمي ومحتواها إني أحبك فقلت الحب هو :



جرأة و جنون







عندما خطبت لابن الجيران وتعرفت عليه

أول كلمة قالها لي هي أحبك فقلت الحب هو:



طموح وعمل وهدف وإرادة







تزوجت وفي ثاني يوم زواج قبلني زوجي على رأسي

وقال لي إني أحبك فقلت الحب هو:



شوق و وله و حنين







مرت سنة فولدت أول أولادي كنت تعبة ملقاة على سريري

فجاءني زوجي وأمسك يدي فقال إني أحبك فقلت الحب هو:



شكر و تقدير و عطف و حنان







بعد مرور السنين شاب شعر الرأس وتزوج الابناء فنظر زوجي

لشعراتي وقال لي مبتسما أحبك فقلت الحب هو:



رحمة و عطف







طال العمر وصرنا عجزة وفي كل مرة زوجي العزيز يقول لي أحبك

فأقول الحب هو :



وفاء وصدق وإخلاص وعطاء



هذا هو الحب كلما تقدمنا في العمر كلما اكتشفنا أسراره

هذا هو الحب يبدأ صغيرا فيكبر معنا شيئا فشيئا



الحب ليس تلك الجرائم التي ترتكب بإسمه

Wednesday, December 3, 2008

شد انتباهي قصة مكتوبة في ورقة جريدة قديمة ..

سافر أب إلى بلد بعيد تاركا زوجته وأولاده الثلاثة..

سافر سعيا وراء الرزق وكان أبناؤه يحبونه حبا جما ويكنون له كل الاحترام

أرسل الأب رسالته الأولى إلا أنهم لم يفتحوها ليقرءوا ما بها بل أخذ كل واحد منهم يُقبّل الرسالة ويقول أنها من عند أغلى الأحباب..

وتأملوا الظرف من الخارج ثم وضعوا الرسالة في علبة قطيفة.. وكانوا يخرجونها من حين لآخر لينظفوها من التراب ويعيدونها ثانية.. وهكذا فعلوا مع كل رسالة أرسلها أبوهم



ومضت السنون

وعاد الأب ليجد أسرته لم يبق منهم إلا ابنا واحدا فقط فسأله الأب: أين أمك؟؟

قال الابن : لقد أصابها مرض شديد , ولم يكن معنا مالا لننفق على علاجها فماتت

قال الأب: لماذا؟ ألم تفتحوا الرسالة الأولى لقد أرسلت لكم فيها مبلغا كبيرا من المال

قال الابن: لا.. فسأله أبوه وأين أخوك؟؟

قال الابن: لقد تعرف على بعض رفاق السوء وبعد موت أمي لم يجد من ينصحه ويُقومه فذهب معهم

تعجب الأب وقال: لماذا؟ ألم يقرأ الرسالة التي طلبت منه فيها أن يبتعد عن رفقاء السوء.. وأن يأتي إليّ

رد الابن قائلا: لا.. قال الرجل : لا حول ولا قوة إلا بالله.. وأين أختك؟

قال الابن: لقد تزوجت ذلك الشاب الذي أرسلت تستشيرك في زواجها منه وهى تعيسة معه أشد تعاسة

فقال الأب ثائرا: ألم تقرأ هي الأخرى الرسالة التي اخبرها فيها بسوء سمعة وسلوك هذا الشاب ورفضي لهذا الزواج

قال الابن: لا لقد احتفظنا بتلك الرسائل في هذه العلبة القطيفة..

دائما نجملها ونقبلها



ولكنا لم نقرأها



تفكرت في شأن تلك الأسرة



وكيف تشتت شملها وتعست حياتها لأنها لم تقرأ رسائل الأب إليها ولم تنتفع بها, بل واكتفت بتقديسها والمحافظة عليها دون العمل بما فيها

ثم نظرت إلى المصحف..

إلى القرآن الكريم الموضوع داخل علبة قطيفة على المكتب

ياويحي ..

إنني أعامل رسالة الله ليّ كما عامل هؤلاء الأبناء رسائل أبيهم

إنني أغلق المصحف واضعه في مكتبي ولكنني لا أقرأه ولا أنتفع بما فيه وهو منهاج حياتي كلها

فاستغفرت ربي وأخرجت المصحف.. وعزمت على أن لا أهجره أبدا

تحسبها صح .... تعيشها صح

مفيش حاجة وجعة قلبى ومسببلى انتفاخات زى الاعلان الغريب اللى بيطاردنى فى شوارع المحروسة بالاضافة للتلفزيون واللى شعارة تحسبها صح ... تعيشها صح ... مستفزززززز جدا .... واحد بيوفر فى استهلاك الكهربا واللقطة اللى بعدها المحروس بيجرى ورا عيالة فى الشالية بتاعة فى بورتو السخنة !!! وبعدين رمش العين وفرت من مصروفها وجابت لاب توب !!! مصروف اية فى ليلتكم الزرقا على دماغكم اللى بيجيب لاب توب !!! وطبعا فى الاخر الجملة الاكثر استفزاززززززززز فى المجرة الارضية واللة متعديش حتى على الهنود ( على فكرة احلى تحية للهنود بتوع النووى ) .... احسبها صح ... تعيشها صح ....

وعلية خدوا عندكم بقى هى جات على يعنى ....


توتى وفر فى فلوس المخدرات بتاعتة وجاب عربية هامر جديدة
تحسبها صح .... تعيشها صح

نوسة وفرت من فلوس الديسكو وسافرت 3 شهور فرنسا الصيف اللى فات وفى الغالب مش رجعة
تحسبها صح .... تعيشها صح

سهير بتشرب علبة سجاير واحدة بس بدل اتنين وبفلوسها حجزت شهر فى الفورسيزووووون فى الرويال سويت
تحسبها صح .... تعيشها صح

حنكش قلب بقيت فلوس العيش اللى مامتة كانت بتيدهلوا وبيهم دفع مصاريف الجامعة الامريكية
تحسبها صح .... تعيشها صح

عم حسين بواب العمارة وفر التيبس اللى بياخدوا من السكان واشترى رينالدو بتاع البرازيل
تحسبها صح .... تعيشها صح

عادل صاحب شركة استيراد خصم من كل الموظفين 10 ايام وبيهم جاب خاتم سوليتر للفيونكة بتاعتة
تحسبها صح .... تعيشها صح

صبحى وفر فى اكل الجبنة الروووومى وجاب فيلا فى التجمع الخامس بالبسين وجاب عوامة وزة كمان
تحسبها صح .... تعيشها صح

طأطأ بطل يجيب الكارت ابو 25 جنية وبيجيب الكارت ابو 10 جنية وبالفرق دفع المهر والشبكة وعمل فرحة فى لندن وبيقضى شهر العسل فى الكاريبى
تحسبها صح .... تعيشها صح


نداء الى اصحاب القلوب الرحيمة وجمعيات الرفق بالانسان والحيوان.... اوقفوا الاعلان دة او وفرولنا ادوية مكافحة الحمووووووضة

!أمي.. لم نبن اليوم قصراً في الجنة

لم تكمل عامها الثالث.. تتلعثم بالحروف.. تقف خلف أمها تشد فستانها.. أمي أمي لم نبن اليوم قصراً في الجنة..، اعتقدت أني سمعت خطأً.. إلا أن الفتاة كررتها، ثم وقف أخوتها إلى جانبها وأخذوا يرددون ما قالته أختهم الصغيرة..

رأت الفضول في عيني فابتسمت وقالت لي أتحبين أن تري كيف أبني وأبنائي قصراً في الجنة.. فوقفت أرقب ما سيفعلونه

جلست الأم وتحلق أولادها حولها .. أعمارهم تتراوح بين العاشرة إلى السنة والنصف، جلسوا جميعهم مستعدين ومتحمسين.

بدأت الأم وبدؤوا معها في قراءة سورة الإخلاص: } قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {ثم كرروها عشر مرات.. عندما انتهوا صرخوا بصوت واحد فرحيين.. "الحمد لله بنينا بيتاً في الجنة"

سألتهم الأم وماذا تريدون أن تضعوا في هذا القصر.. رد الأطفال نريد كنوزاً يا أمي، فبدؤوا يرددون "لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله..

ثم عادت فسألتهم من منكم يريد أن يشرب من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم شربة لا يظمأ بعدها أبداً، ويبلغه صلاتكم عليه.. فشرعوا جميعهم يقولون " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد".

تابعوا بعدها التسبيح والتكبير والتهليل.. ثم انفضوا كل إلى عمله.. فمنهم من تابع مذاكرة دروسه ومنهم من عاد إلى مكعباته يعيد بنائها..

فقلت لها ما كان ذلك؟.. قالت أبنائي يحبون جلوسي بينهم ويفرحون عندما أجمعهم وأجلس وسطهم أحببت أن استغل فرحتهم بوجودي بأن أعلّمهم وأعودهم على ذكر الله، فمتى ما اعتادوه انتظموا عليه وهذا ما آمل منهم.. وما أعلّمه لهم استندت فيه على أحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:] ‏ ‏من قرأ ‏ ‏قل هو الله أحد ‏ ‏حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة فقال ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏إذن أستكثر يا رسول الله فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ الله أكثر وأطيب[

كما قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم في حديث آخر - : ]يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ [ فقلت : بلى يا رسول الله ، قال : ]قل لا حول ولا قوة إلا بالله[ . رواه البخاري ومسلم ..

و قال عليه أفضل الصلاة والسلام ] صلوا على حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني [

فأحببت أن أنقل لهم هذه الأحاديث وأعلّمها لهم بطريقة يمكن لعقلهم الصغير أن يفهمها فهم يروون القصور في برامج الأطفال ويتمنون أن يسكنوها.. ويشاهدون أبطال الكرتون وهم يتصارعون للحصول على الكنز..

تركتها وأنا أفكر في بيوتنا المسلمة.. على أي من الكلام يجتمعون.. وماذا يقولون.. وهل هم يجتمعون؟.. وأي علاقة تلك التي تنشأ بين الأم وأبناءها عندما يجلسون يقرؤون القرآن ويذكرون..؟

خرجت من عندها وأنا أردد هذه الآية:} وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى {

Tuesday, November 18, 2008

نضحك شوية

جورج قرداحي بيسأل واحد صعيدي ببقوله الحج فرض ولا سنه قاله هتصل بصديق أتصل بهريدى صديقه وقاله الحج فرض ولا سنه هريدي قاله لا الحج قرعه.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



استضافوا واحد صعيدي في برنامج الكاميرا في الملعب سألوه بتشجع مين قالهم المقاولين العرب قالوله بتحب مين في المقاولين العرب قالهم الجماعة بتوع المحارة.





ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي فتح محل جواهرجى عمل أول يوم ببلاش.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ





صعيدي بيقول لصاحبه شوف العالم الهطله يدفعوا 25 مليون علشان بن لادن أمال لو كان بن محوج كانوا عملوا إيه.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



3 صعايده بلعبوا على قهوة واحد قال كش ملك والتاني قال دبش والثالث راح واخد الكوتشينة وماشى.





صعيدي راح أمريكا لقى الناس لابسين تي شيرتات مكتوب عليها بيبسى و كوكاكولا لما رجع البلد كتب على التي شيرت بتاعه عصير جصب.





ــــــــــــــــــــــــــــــ



الأمريكان والروس بيترسموا على بعض الأمريكان يقولوا أحنا أول ناس طلعنا القمر والروس يقولوا لا أحنا أول ناس طلعنا القمر صعيدي كان واقف أضايق أوى قالهم أنتوا لما طلعتوا القمر لقيتوا هناك إيه قالوله طوب ورمل وزلط قالهم أحنا اللي مطالعينه.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



واحده بتقول لجوزها الصعيدي عمرك ماقلتلى كلمه تحسسني أن أنا مرآتك قالها أنتي طالق .



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي عايز يروح حفله تنكريه بعت أخوه.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



جماعه صعايده سمعوا عن اختراع أسمه السيفون حبوا يعرفوا هو إيه بعتو واحد منهم أمريكا لما رجع قالهم أما السيفون ده حتة اختراع يا رجاله تدوس على السيفون ويا تلحق تشرب يا متلحقش.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي مفتاح عربيته ضاع ميكانيكي جه فتحاله بطفاشه تاني يوم عمل نسخه من الطفاشه .



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي راح لدكتور بلدياته قاله يا دكتور كل أما أحط أيدي على عيني مشوفش الدكتور خرمله أيده.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي عمل عمليه نجحت عملها تانى.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



10 صعايده بيتعلموا ربط الكرافتة 6 ماتوا و 4 في حاله حرجه.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي حب واحده أتجوز أختها علشان يضمن يشوفها كل يوم.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي خرج من الجيش ومعاهوش أي صنعه فتح كشك شرطه عسكرية.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي أشترك في من سيربح المليون لما جورج قرداحى سأله أسمك إيه طلب الاتصال بصديق .






بيسألوا واحد صعيدي بيقولوله المصري بنى الأهرامات والياباني بنى إيه قالهم بنا سونيك .



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي أشترى كمبيوتر شال الفارة وحط جاموسه.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



مجموعة صعايده ماتوا غرقانين في غواصة بعد التحقيق في الحادث اكتشفوا أن واحد فيهم سمع خبط بره فتح يشوف مين.






ضبطوا 2 صعايده بيشموا أسمنت أبيض.





ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي عاوز يزور فلوس جاب ورقه بعشرين جنيه وزورها بالضبط بس غلط وكتب بدل الـ 20 (18) وراح يفكها من القاهرة راح لأول واحد قاله عايز أفك الورقة دى الراجل قاله الله يخرب بيتك زورتها إزاى وخد الورقة ومشى وأستغرب أوى إن الراجل عرف دى مزورة منين وقال أنا هرجع البلد أفكها من هريدى ولد عمى راح لهريدى قال لهريدى ونبي ياهريدى فك لي الورقة دى هريدى قاله والله مفيش جنيهات تاخد ورجتين بتسعه.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



10 صعايده ماشيين ورا بعض وقعوا في حفرة واحده.






صعيدي أشترى موبايل ركبله جهاز إظهار رقم الطالب.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي أشترى عربيه هيدروماتك قطع رجله الشمال.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي أتفرج على إعلان مارلبورو تانى يوم راح أشترى حصان.






عملوا مسابقه للي يجيب أكبر قطه جابوا صعيدي وألماني وأمريكي الألماني دخل جاب قطه 5 كيلو والأمريكي دخل جاب قطه 10 كيلو الصعيدي دخل ساعة ساعتين ثلاثة ولسه مخرجش دخلوا يشوفوه لقوه ماسك فيل وقاعد يضرب فيه ويقوله هتنونو يعنى هتنونو .



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي دايخ في كل محلات الموبايل ومش لاقى طلبه وراح شركة نوكيا برضه مش لاقى طلبه عشان عايز موبايل بقرص.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



7صعايده اشتروا تاكسي 7 راكب وجابوله سواق والـ 7 ركبوا مع السواق عشان ميسرقش الإيراد والتاكسي مبيشتغلش استغربوا أوى راحوا سألوا أذكى واحد فيهم يعملوا إيه آلهم غيروا السواق .





-----------------------
صعيدي بيسأل صاحبه بيقوله إيه رأيك في تجارة المخدرات قاله تجارة عين شمس أحسن .



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي أشتري عربية شبح طلع علي الطريق السريع عشان يجربها فشغل الراديو لقي المذيع بيقول هنا لندن الصعيدي قال يلعن أبو السرعة.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي بيعمل كشف نظر طلع نظره 6/6 فبيقول لصاحبه أنا كنت ممكن أجيب أكتر من كده بس الدكتور اللي لخبطني.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي صغير بيسأل أبوه بيقوله ليه ربنا خلق لنا الودان قاله عشان نعرف العمة هتجف لحد فين .



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي واقف قدامه 5 شياطين 1 بيوسوسله و 4 بيفهموه.





ـــــــــــــــــــــــــــــــ



2 صعايدة راكبين موتوسيكل موتو بعض عشان كانوا بيتخانقو علي مين يقعد جنب الشباك.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ





صعيدي قتل أبوه عشان يحلف برحمته.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي ماشي ورا واحده بيعاكسها فبتقوله أمشى عشان بابا جاي ورايا



قالها قوليله أن أنا أخوكي.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي نزل في محطة الرمل رجله غرزت.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



3 صعايدة بيسرقوا بنك واحد بيسرق وواحد بيراقب وواحد بيبلغ البوليس.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ



صعيدي دخل صيدلية بيقول للدكتور عندك فيتامينات حديد الدكتور قاله أيوه عندي قاله أديني سيخين.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ





وبالمرة الحشاشييييييين...





مدرس حشاش كان بيعلم التلاميذ في الفصل ج ضمه ج جوزه ح فتحه ح حشيش ب فتحه باء بانجو.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ

Saturday, November 15, 2008

الأمور الجالبة للبركة

نلخص هذه الأمور في ستة عشر سبباً جالبة للبركة:

1- القرآن:
فالله تعالى وصفه بأنه مبارك فقال: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه). وقال صلى الله عليه وسلم: 'لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة' [صحيح الجامع 7227]


2- التقوى والإيمان:
ولا شك أنها من الأمور الجالبة للبركة، حيث يقول الله عز وجل: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)، والزوج يجد البركة بتقواه مع زوجته وأولاده ورزقه وحلاله.



3- التسمية:
وتكون في بداية كل عمل. قال صلى الله عليه وسلم: 'إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله تعالى عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء. وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت. وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء' [صحيح الكلم 46]


4- الاجتماع على الطعام:
وقد بورك الأكل المجتمع على الطعام وجعلت البركة على الطعام الذي يجتمع عليه الناس، قال صلى الله عليه وسلم: 'طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة' [صحيح الترغيب 2129]، ويظهر هذا جلياً في إفطار رمضان حيث تزداد بركة الطعام بازدياد عدد المجتمعين عليه.



5- السحور:
لقوله صلى الله عليه وسلم '...فإن في السحور بركة'. والبركة هنا الأجر والثواب، وتحمل الصوم، والتقوي على طاعة الله.



6- ماء زمزم:
وهذه العين المباركة التي خرجت في أرض جافة ليس فيها ماء ومن وسط الجبال وهي لم تنقطع، وهي عين مباركة، بل وقد قال عنها صلي الله عليه وسلم: 'يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم -أو قال: لو لم تغرف من الماء- لكانت عيناً معيناً' [صحيح الجامع 8079]. أي أنها كانت لو لم تغرف منها أكثر غزارة بكثير.



7- زيت الزيتون:
وشجر الزيتون شجر مبارك وصفه الله بالقرآن كذلك حيث قال تعالى في سورة النور: '..المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار..'. كما يعرف زيت الزيتون بأنه علاج نافع لكثير من الأمراض.



8- ليلة القدر:
ولا يخفي على أحد ما في هذه الليلة من البركة، فيجمع فيها رب الأسرة أفراد أسرته ويحدثهم بفضلها وبركاتها ورحماتها، ثم يصلون معاً ويذكرون الله تعالى في هذه الليلة المباركة، قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) قيل هي ليلة القدر.



9- العيدين:
والذي يبدؤه الناس بصلاة العيد يشكرون الله فيها على ما أعطاهم من نعمه الكثيرة فيبارك لهم في هذه النعم ويزيدها وينميها لهم، ولذلك تقول أم عطية رضي الله عنها قالت: «كنا نُؤْمَرُ أن نَخرُجَ يومَ العيدِ, حتى نُخْرِجَ الْبِكرَ مِن خِدرِها, حتى نُخرجَ الْحيّضَ فيَكنّ خلفَ الناسِ فيُكبّرْنَ بتكبيرِهم ويَدْعونَ بدُعائهم, يَرجونَ بَرَكةَ ذلكَ الْيَومِ وَطُهرَتَهُ». [صحيح البخاري]


10- الأكل الحلال:
وهو الأكل الطيب الذي يبارك الله فيه، قال صلى الله عليه وسلم: 'أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً' [صحيح الجامع 2744]، فالمال الحرام لا يبارك الله به ولا يعود على صاحبه إلا بالفقر والنقص.



11- كثرة الشكر:
وهي واضحة من قوله تعالى: (ولئن شكرتم لأزيدنكم), والزيادة هنا زيادة في كل شيء سواء بالمال أو الصحة أو العمر إلى آخر نعم الله التي لا تعد ولا تحصى.



12- الصدقة:
والتي يضاعفها الله تعالى إلى عشر أضعاف إلى سبعمائة ضعف، والله يضاعف لمن يشاء. فلا شك أنها تبارك مال الإنسان وتزيده، قال تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)، وقال صلى الله عليه وسلم: (الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها).



13- البر وصلة الرحم:
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: '.. وصلة الرحم وحسن الجوار ـ أو حسن الخلق ـ يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار' [صحيح الترغيب 2524]


14- التبكير:
وذلك يكون في استيقاظ الإنسان باكراً وابتداء أعماله في الصباح الباكر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'بورك لأمتي في بكورها' [صحيح الجامع 2841], ويتحدث كثير من الأشخاص عن سبب نجاحهم -بعد توفيق الله تعالى- أنه التبكير في أداء الأعمال.



15- الزواج:
وهو أحد الأسباب الجالبة للبركة، وقد كان بعض السلف الصالح يطلبون الزواج لكي يتحقق لهم الغني ويأتيهم الرزق، لأنهم فهموا ذلك من قوله تعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم)، وكذلك قوله تعالى: (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ).



16- التخطيط:
إن الله تعالى قد وعد نبيه -عليه الصلاة والسلام- بالنصر مسبقاً وبشره به، فكيف يمكن بعد ذلك لأي كان أن يعطل التخطيط والإعداد بمظنة منه أن البركة هي التي تسهل الأمور في حياته؟
وهل نرى اليوم العائلات تخطط لمستقبلها ومستقبل أبنائها، أم أنها تدع الأمور 'على البركة'!! لا شك أننا بحاجة لإعادة النظر في هذا المفهوم وبحاجة أن نخطط ونستعد للمستقبل وبعد ذلك نتوكل على الله ونطلب منه البركة.

Tuesday, November 11, 2008

مايكروسوفت وحقبة بيل جيتس.. كشف حساب

إذ يغادر بيل جيتس منصبه التنفيذي على رأس مايكروسوفت ليتفرغ لمؤسسته الخيرية، فإنه يترك وراءه شركة تمس بمنتجاتها شتى أوجه حياتنا منذ سبعينيات القرن الماضي. ويُخلّف وراءه أيضًا مسألة الاحتكار التي تقض مضجع الشركة العملاقة منذ أوائل التسعينيات الماضية.

فسعيها الحثيث للمنافسة في ميادين عدة قد جعلها دومًاً محط انتقاد، وهدفًاً للدعاوى القضائية التي لا زالت بعض جولاتها تدور في أروقة المحاكم إلى الآن. فكيف بلغ جيتس قراره بالتنحي عن عرش مايكروسوفت في تلك الظروف؛ وما مستقبل عملاق البرمجيات بعد رحيله؟ هذا ما يكشف عنه هذا الملف عبر المحاور التالية:

- كيف صارت مايكروسوفت أكبر شركة برمجيات في العالم؟

- هل مايكروسوفت شركة احتكارية؟

- كيف يبدو مستقبل مايكروسوفت بعد رحيل جيتس؟




كيف صارت مايكروسوفت أكبر شركة برمجيات في العالم؟


يكمن السر في صعود مايكروسوفت الصاروخي في سياسة أقرتها الشركة منذ عام 1981 بترخيص نظام تشغيلها لمصنعي الحواسيب بدلا من حصره على حواسيب من إنتاجها كما فعلت منافستها "أبل".

ففي أواخر مايو 2008، وفي لقاء كان الأول من نوعه منذ باعدت بينهما المنافسة الشديدة والسجالات في أروقة المحاكم، اجتمع بيل جيتس وستيف جوبز، مؤسسا شركتي مايكروسوفت وأبل على خشبة مسرح واحدة ضمن فعاليات مؤتمر تقني. وطلب المحاوران، وكلاهما صحفي بالـ"وول ستريت جورنال"، من كل من الضيفين الكبيرين (المولودين بالعام 1955) أن يبدأ بذكر شيء إيجابي عن جاره. فقال جوبز إن جيتس كان أول من تنبّه لمحورية البرمجيات (software). ومن ثم فإنه ربما يكون هو وشركته قد لعبا الدور الرئيس في قيام البرمجيات كقطاع مستقل في صناعة الحوسبة، بعد أن كان ينظر إليها كتابع أو مكمل للأجهزة والعتاد الحاسوبي (hardware).

ولم تكن تلك مجاملة اقتضتها اللحظة. ففي العام 1981 بدأت ترخيص نظام تشغيلها -تأسست قبل ذلك بستة أعوام- شركة ناشئة اسمها مايكروسوفت "دوس" (DOS) للشركة العملاقة "آي بي إم" (IBM). وخلال نحو عشرة أعوام، كانت مايكروسوفت بصعودها الصاروخي قد فاقت نموا وأرباحا المنافسين والعمالقة -ومنهم "آي بي إم"- التقليديين.

وبحلول العام 2008 كان المشهد أكثر غنى، فمايكروسوفت بمنتجاتها ووقائع منافساتها تلخص تقريبا قطاع تقنيات المعلومات بأكمله، فإضافة إلى نظام تشغيلها الذي لا يزال يحتل الصدارة بين منافسيه، لمايكروسوفت سجالات في ميادين قواعد البيانات فائقة السعة، والبرمجيات المكتبية (مثل معالجة النصوص والجداول المحاسبية)، ونظم تشغيل الأجهزة الخادمة والشبكات، ومتصفحات الإنترنت، والألعاب الحاسوبية، وبرمجيات إدارة الأعمال (enterprise resource planning) وبرمجيات خدمة العملاء وبرمجيات محركات البحث، وأنظمة المعلومات الجغرافية، ومشغلات الموسيقى والأفلام وأجهزة الألعاب (game consoles) وغيرها.

ووفقا لموقعي ياهو وجوجل لشئون البورصة، تبلغ القيمة السوقية لمايكروسوفت عند كتابة السطور 257 مليار دولار، أي ما يفوق بنسبة كبيرة قيمة أكبر مُصنّع للسيارات في العالم تويوتا (141 مليارا)، وأكبر شركة تجزئة ول مارت (230 مليارا)، وكذا العملاق القديم "آي بي إم" (172 مليارا). والقيمة السوقية تعني محصلة قيمة الأسهم لشركة عند لحظة معينة. وكان التقييم السوقي لمايكروسوفت قد قارب الـ600 مليار أواخر التسعينيات الماضية.

صعود مايكروسوفت
الآن وقد أعلن جيتس تنحّيه عن عرش مايكروسوفت أوائل يوليو 2008 ليتفرغ لقيادة مؤسسته الخيرية الضخمة، يبرز السؤال: كيف صعدت صانعة "ويندوز" لتتبوأ تلك المكانة؟ وكلما أثير هذا السؤال، بادر نفر غير قليل بالقول إن مايكروسوفت إنما حققت ذلك عبر ممارساتها الاحتكارية، خاصة بالعمل على إفلاس منافسيها بأن تقدم مجانا منتجات بديلة لمنتجات الآخرين غير المجانية (والمثال الأشهر هنا متصفح إنترنت إكسبلورر مقابل متصفح "نتسكيب").

ولكن هذه إجابة تعوزها الدقة. صحيح أن الحديث عن الممارسات الاحتكارية مشروع ولا يزال محل نقاش (ومنازلات قضائية مع محكمة المنافسة في الاتحاد الأوروبي) فيما يخص الحقبة التي تأكد فيها وضع تشغيل "ويندوز" كأكثر أنظمة التشغيل شيوعا. ومعظم الدعاوى ضد مايكروسوفت حول الممارسات الاحتكارية ترتكز على القول بأن مايكروسوفت استخدمت نظام تشغيلها الشائع لتزيح منافسا أو تعطي الميزة لمنتج من منتجاتها على منافسيه.

ولكن مسألة "الممارسات الاحتكارية" (سواء ثبتت أو لم تثبت) على منافسيه لا تكفي لتفسير تفوق "ويندوز" -أهم منتجات مايكروسوفت وأكثرها ربحية- في النصف الثاني من الثمانينيات. وهي الفترة التي مهدت لانطلاق مايكروسوفت بزخم أكبر خلال التسعينيات. ففي تلك الفترة كانت مايكروسوفت شركة صغيرة الحجم. ولم يكن ممكنا لها أن تفرض سطوة احتكارية على منافسين أكبر وأطول عمرا.

وفي المقابل، يرى آخرون أن السبب الرئيس لتفوق مايكروسوفت، على منافستها "أبل هي أنها -على غير ما فعلت منافستها "أبل"- خاصة خلال عقد الثمانينيات كان قبولها ترخيص نظام تشغيلها ويندوز لمُصنّعي الحواسيب مثل "آي بي إم" و"كومباك"، ولاحقا "هيولت باكارد" و"دِل" وغيرهم. فقد وفر ذلك لـ"ويندوز" شيوعا لم يتح لمنافسيه. كما أنه دفع بنظام مايكروسوفت ليصبح المعيار السائد الذي يجب أن تتوافق معه كل أنواع البرمجيات، مما ساعد بدوره على إقبال المزيد من المستخدمين عليه تحاشيا لمشاكل عدم التوافق بين برمجياتهم المفضلة ونظم التشغيل المختلفة.

صراع الكبار
كان قرار ترخيص نظم تشغيل مايكروسوفت ("دوس" ثم "ويندوز") بالغ الذكاء وحاسما في إمالة كفة المنافسة لصالحها. وللتعرف على الأجواء التي اتخذت فيها قيادة مايكروسوفت هذا القرار المصيري لا بد من إلقاء نظرة على المنافسة التي استعرت أوائل الثمانينيات بين شركتي مايكروسوفت وأبل.

ففي العام 1977، وبينما كانت مايكروسوفت تتلمس طريقها بتطوير برمجية لتوفيق لغة "بيسك" للعمل على حاسوب "ألتير"، طرحت شركة أبل حاسوب "أبل 2" الذي يعد أول حاسوب شخصي؛ والذي احتوى شاشة ولوحة مفاتيح كاملة، وكان حجمه صغيرا بالمقارنة بمنافسيه. وفي عام 1980 تعاونت مايكروسوفت مع شركة "آي بي إم" بتزويدها بنظام تشغيل ليعمل على الحاسوب الشخصي الذي تطوره الأخيرة. وشجع نجاح الشراكة مايكروسوفت على السعي لترخيص نظام تشغيلها لمصنّعي حواسيب آخرين خلال العام 1981. وكان نظام التشغيل "دوس" من تطوير شركة أخرى، ولكن اشترته مايكروسوفت وطوعته لمتطلبات "آي بي إم". ثم حل العام 1983 بقفزة في تطور الحواسيب حين أطلقت "أبل" حاسوب "أبل ليسا" وكان أول حاسوب يعمل بواجهة مستخدم جرافيكية وليس الأوامر النصية. وكان تطوير الواجهة الجرافيكية قد استغرق من أبل أربعة أعوام، وهي الفترة التي تفصل بين إطلاق "أبل ليسا" وزيارة ستيف جوبز لمشاهدة الواجهة الجرافيكية التي طورتها مختبرات شركة "زيروكس" في العام 1979.

وقد بدت واجهة المستخدم الجرافيكية، بأيقوناتها الملونة ويسر استخدامها، أنها التوجه المستقبلي في الحواسيب الشخصية. فأعلنت مايكروسوفت في نوفمبر 1983 عزمها تطوير نظام تشغيل "ويندوز" بواجهة مستخدم جرافيكية، وليتاح تجاريا بعد ذلك بعامين، وكانت أبل خلال تلك الفترة قد أطلقت إصدارا أحدث من نظم تشغيلها وحواسيبها هو "أبل ماكنتوش" عام 1984.

وتأكد بحلول العام 1984 أن شركتي أبل ومايكروسوفت يعتليان الصدارة في مضمار الحواسيب الشخصية. ولكنهما اتخذتا وجهتين مختلفتين. فمايكروسوفت ركزت على البرمجيات (نظام التشغيل)، وتعاونت مع مصنعي الحواسيب الذي يقدمون العتاد الحاسوبي. أما أبل فقد أصرت على أن تصنّع حواسيبها من الألف للياء، برمجياتٍ وعتادا حاسوبيا. ورفضت ترخيص نظام تشغيلها لمصنعين آخرين (وقاضت مايكروسوفت بدعوى تقليد نظام تشغيلها).

ورغم تفوق نظام تشغيل "ماكنتوش" على "ويندوز" في تلك الفترة -بحسب محللين كثر- فإن سياسة الترخيص ضمنت لـ"ويندوز" انتشارا سريعا. وبينما كان "ويندوز" في منحناه الصاعد، عانت أبل من تخبطات إدارية، منها إصدار حواسيب باهظة الأسعار، انتهت بإقصاء ستيف جوبز عن منصبه عام 1985 (ثم ليعود ليقود الشركة مجددا بعد 12 عاما).

هناك بالطبع من يرى أن احتفاظ أبل بالسيطرة على شقي الحاسوب (البرمجيات والعتاد) قد جعل حواسيبها بصورة عامة أعلى جودة من نظرائها من المصنعين الآخرين الذين تحمل حواسيبهم أنظمة "ويندوز". وربما لا يخلو هذا الرأي من صواب. ولكن مايكروسوفت عملت باطراد على تحسين نظام تشغيلها. ففي أعقاب الإصدار الأول في نوفمبر 1985، أصدرت الثاني في أبريل 1987، والثالث في مايو 1990، والثالث المُحسن في أبريل 1992، ثم إصدار "ويندوز 95" في ذلك العام، ومثله عام 1998، ثم إصدارات الألفية و"إكس بي" و"فيستا" خلال الأعوام التسعة التالية. وبصورة عامة، كان كل إصدار جديد يعالج المشكلات أو النقائص في سابقة بكفاءة معقولة.

سياسة اللحاق بالفرص الفائتة
قد يكون العمل على التحسين المستمر في مقابل المنتج المثالي -نوعا- من الإصدار الأول (وهو ما أصدرته أبل) سببا آخر من أسباب نجاح مايكروسوفت. فثمة أمثلة عديدة على تأخر الشركة في الانتباه للتغيرات الحادثة في قطاع تقنيات المعلومات (كما حدث مع صعود الإنترنت، وأجهزة الألعاب)، ولكن مايكروسوفت سارعت بركوب القطار بأي صورة ممكنة، ثم حسنت منتجاتها مع مرور الوقت، كما فعلت مع متصفحها إنترنت إكسبلورر، وجهاز ألعابها "إكس بوكس" الذي ينافس بشدة الآن جهازي "بلاي ستيشن" من سوني و"واي" من ننتندو.

وربما يعين مايكروسوفت في هذه المساعي ميزانية البحث والتطوير لديها والتي بلغت 6.2 مليارات دولار لعام 2007. لكن سياسة اللحاق بالقطار عند تفويت الفرصة الأولى لم تنجح مع مايكروسوفت في كل الأحوال. ففي أنظمة تشغيل الهواتف النقالة وفي مشغلات الموسيقى وفي محركات البحث تسعى مايكروسوفت منذ ما يزيد على خمسة أعوام على اللحاق بمنافسيها مثل نوكيا وأبل وجوجل، ولكنها لا تستطيع اللحاق بهم. وليس ثمة دلائل على أنها ستتمكن من ذلك في المستقبل القريب.

كذلك شهدت السنوات القليلة الماضية ما قد يكون دليلا على أن سياسة حصر البرمجيات على مُصنّع واحد لها وجاهتها. ولعل المثال الأبرز على ذلك الهاتف النقال "آي فون" (iPhone)، الذي حظي بنجاح كبير منذ أتيح تجاريا أواخر يونيو 2007. فشركة أبل تحكم سيطرتها على كل من البرمجيات والعتاد الحاسوبي لـ"آي فون"، وهذا في رأي كثيرين سبب جودته العالية وتميزه.

ولكن سعي مايكروسوفت للمنافسة في ميادين عدة قد جعلها دوما محط انتقاد وهدفا للدعاوى القضائية القائلة إن شركة "ويندوز" تستغل شيوع نظام تشغيلها لإقصاء المنافسين والترويج لمنتجاتها. وقد كانت قضية الاحتكار التي رفعتها الحكومة الأمريكية ضد مايكروسوفت أواخر التسعينيات أمرا مشهودا، صاحبه الكثير من الجدل.



هل مايكروسوفت شركة احتكارية؟


يترك بيل جيتس مايكروسوفت وقد صارت منتجاتها جزءا من حياة الكثيرين. ولكنه يُخلّف وراءه أيضا مسألة الاحتكار التي تقض مضجع الشركة العملاقة منذ أوائل التسعينيات الماضية.

في الثاني من أبريل 2004، توصلت مايكروسوفت وشركة "صن" -مالكة حقوق نظام تشغيل "سولاريس" ولغة "جافا" و"مايكروسيستمز"- إلى تسوية لإنهاء قضية الاحتكار التي أقامتها الأخيرة ضد الأولى. وبمقتضى التسوية دفعت مايكروسوفت لـ"صن" ملياري دولار. وتبع ذلك تسويات مشابهة مع شركة "نوفِل" (536 مليون دولار)، وفي العام التالي مع شركة "آي بي إم" (حوالي 850 مليون دولار)، و"ريل نتوركس" (761 مليون دولار).

وما إن توارى تهديد دعاوى الاحتكار ضد مايكروسوفت على الجبهة الأمريكية، حتى بزغ على الجبهة الأوروبية. ففي الرابع والعشرين من مارس 2004 غرّمت المفوضية الأوروبية مايكروسوفت 613 مليون دولار دفعة واحدة. وبالطبع استأنفت مايكروسوفت الحكم، ولا يزال السجال دائرا بينها وبين محكمة المنافسة التابعة للاتحاد الأوروبي.

ورغم ضخامة هذه المبالغ فإنها تظل أهون من تقسيم مايكروسوفت إلى شركتين، وهو القرار الذي أصدرته في السابع من يونيو/حزيران 2000 محكمة أمريكية عقابا لمايكروسوفت على ممارساتها الاحتكارية. وقد ألغت المحكمة الدستورية العليا بالولايات المتحدة ذلك القرار، وإن لم تنقض الأسباب التي بُني عليها الحكم السابق، وهي اتباع مايكروسوفت ممارسات احتكارية. وألزمت الدستورية العليا مايكروسوفت بتغييرات في ممارساتها وتعاقداتها مع شركائها لضمان المنافسة الشريفة والعادلة مع منتجات المنافسين.

تهديد قديم
فما المقصود بالاحتكار؟ وكيف بات ذلك الخطر الحائم دوما حول مايكروسوفت؟ الاحتكار يعني أن ينفرد شخص أو مؤسسة بالتحكم بسلعة أو خدمة ثمّ يحدد أسعارها كما يبغي. وتُوْلي أغلب قوانين الاحتكار انتباها عالميا للطريقة التي بلغت بها الشركة وضعا احتكاريا يستوجب العقاب. فلا ينطبق وصف الاحتكار على كل شركة تستحوذ على 80 بالمائة من أحد الأسواق. فلو حظيت شركة بوضع احتكاري أو شبه احتكاري نتيجة تميز منتجاتها عن منافسيها فإن هذا مقبول قانونيا (كما في قواعد بيانات أوراكل ومحرك البحث جوجل). فالعوائد الناتجة عن الوضع الاحتكاري أو شبه الاحتكاري تكون بمثابة المقابل الذي يقدمه المجتمع للمبتكرين والمجتهدين.

أما المساءلة القانونية فتتوجب حين تستخدم شركة وضعها المتميز في أحد القطاعات لتتمكن من دخول قطاعات أخرى بأن تقصي المنافسين -بصورة غير قانونية- أو تجعلهم أضعف في حلبة المنافسة. فنظام "ويندوز" الذي يعمل على نحو 93% من الحواسيب الشخصية عالميا لم يكن مرتكز قضية الاحتكار التي أقامتها الحكومة الأمريكية ضد مايكروسوفت، وإنما ارتكزت القضية على استخدام مايكروسوفت "ويندوز" كوسيلة لإقصاء المنافسين أو إضعافهم.

وكانت المفوضية الفيدرالية الأمريكية للتجارة قد أطلقت في الثلاثين من مايو/أيار 1990 أول تحقيق حول ممارسة مايكروسوفت أساليب احتكارية. واتهمت المفوضية مايكروسوفت باتباع سياسة تسعيرية غير قانونية تؤثر سلبا على المنافسين، وبأنها تخفي شفرة في نظام تشغيلها تثبط أداء البرمجيات من الشركات المنافسة. واستمر التحقيق حول هذه التهم حتى قرب نهاية العام 1993، وكانت القضية قد انتقلت من مفوضية التجارة لوزارة العدل. وفي السادس عشر من يوليو 1994 توصلت مايكروسوفت ووزارة العدل لتسوية، التزمت الشركة بموجبها بتغيير بنود في تعاقدات الترخيص مع مصنعي الحواسيب لإتاحة مجال أكبر لبرمجيات المنافسين.

ولكن التسوية لم تضع نهاية للتحقيقات والدعاوى. فخلال أعوام 95 و96 و97 استمرت الدعاوى من شركات كالديرا للحواسيب واسكو (SCO) للبرمجيات وكذلك وزارة العدل الأمريكية. ثم ثارت القضية الكبرى في عام 1998، حين اتهمت وزارة العدل مايكروسوفت بأنها لم تحترم ما التزمت به في تسوية 1994. وفي نفس العام أقامت عشرون ولاية أمريكية دعاوى احتكار ضد مايكروسوفت.

وخلال تلك القضية التي استمرت خيوطها المتشابكة حتى العام 2004، توافر لفريق الادعاء حالات أكثر على ما قالوا إنها سياسات احتكارية لمايكروسوفت. ويظل المثال الأكثر تواترا متصفح الإنترنت "نتسكيب" وكيف أقصته مايكروسوفت بما بدا أنها ممارسات غير قانونية. فعندما بدأ متصفح الإنترنت "نتسكيب" عام 1992، لم يكن لدى مايكروسوفت متصفح إنترنت بعد. فاشترت برمجية متصفح من شركة صغيرة وأعادت تسميته "إنترنت إكسبلورر". ثم هجرت البرمجية القديمة وأنشأت متصفحا جديدا حمل نفس الاسم عام 1993. واستمر التطوير خلال العامين التاليين، ولكن كما أوضحت ظل "نتسكيب" الأكثر تفوقا. فبدأت مايكروسوفت في إجبار مصنعي الحواسيب على تحميل "إنترنت إكسبلورر" على حواسيبهم كشرط لتجديد ترخيص أوراق المحاكمة "ويندوز" لهم. ولاحقا أدمجت الشركة "إكسبلورر" مجانا في إصدار "98" من نظام "ويندوز"، وهو ما أضعف كثيرا متصفح نتسكيب.

وقد قال الادعاء -الذي ضم الحكومة الأمريكية وشركات خاصة-: إن السياسة التي اتبعتها مايكروسوفت مع "نتسكيب" لم تكن استثناء، وإنما قاعدة طبقتها أيضا مع معالج النصوص "ورد برفكت" وبرمجيات تشغيل الموسيقى والفيديو (كما في برمجيات "ريل نتوركس").

وكانت المحاكمة طويلة ولم تخلُ من المفاجآت. فقد عملت مايكروسوفت على إزالة أحد مستشاري المحكمة (أستاذ القانون لورانس لِسج)، ثم لاحقا اتهمت لدى الدستورية العليا القاضي الرئيس في القضية توماس بنفيلد جاكسون بعدم الحياد، وتم تغييره. وكما ذُكر أعلاه، فقد كان الحكم الأولي بتقسيم مايكروسوفت لشركتين؛ واحدة تختص بنظام التشغيل، والأخرى بالبرمجيات العاملة عليه (كمعالج النصوص ومشغلات الموسيقى، وغيرها). ولكن الدستورية العليا ألغت الحكم، وأيدت المحكمة الفدرالية إجراء تسوية، تقضي بتغريم مايكروسوفت وبإجبارها على تغيير بنود في تعاقدات الترخيص، وعلى إتاحة بعض شفرة برمجية "ويندوز" للمنافسين ليتيقنوا أن برمجياتهم تعمل بكفاءة على نظام التشغيل الشائع.

وجه آخر للاحتكار
ربما تكون مايكروسوفت أفلتت من مصير التقسيم الذي نال شركات أخرى (مثل "ستاندرد أويل" التي أنشأها روكفلر وقُسمت عام 1912). وليس ثمة شك في اتباع مايكروسوفت سياسات احتكارية غير قانونية. والدليل على ذلك قبولها بتسويات كلفتها مليارات الدولارات وقد فعلت ذلك بالطبع تحاشيا لعواقب أسوأ لو استمر النزال القضائي لمنتهاه.

ولكنْ ثمة وجه آخر للاحتكار، ففي بعض الأحيان يكون إعطاء ميزة الوضع الاحتكاري أمرا مفيدا للمستخدمين وللمنافسة مستقبلا. ففي عام 1913 منحت الحكومة الأمريكية حق خدمات الهاتف لشركة "إيه تي آند تي" (AT&T) بناء على اقتراح من رئيس الشركة حينها تيودور فيل. فضمان شركة ما بأنها المقدم الوحيد لسلعة أو خدمة سيشجعها على إنشاء بُنى تحتية واسعة بغير تخوف من المنافسة أو القلق من عدم القدرة على استرداد الاستثمارات المُنفقة. وقد قبلت الحكومة هذا المنطق في سعيها لنشر خدمات الهواتف. وظلت "إيه تي آند تي" المقدم الوحيد للهواتف حتى عام 1984. وقد سبق ذلك اتفاقات مماثلة مع شركات السكك الحديدية في القرن التاسع عشر.

ويبدو أن مايكروسوفت بنظام تشغيلها ويندوز قد لعبت دورا يبدو مماثلا لدور "إيه تي آند تي" وإن كان أثر ذلك عالميا وليس مقصورا على الولايات المتحدة. فقد أدى انتشار نظام "ويندوز" في النصف الثاني من الثمانينيات وخلال التسعينات إلى بزوغه كمعيار موحد تقريبا للحوسبة؛ فيكفي المستخدمين المران على نظام تشغيل واحد ليتمكنوا من إجراء كل مهامهم تقريبا. ويكفي المبرمجين التدرب على نظام تشغيل واحد فقط ليطوروا ما شاءوا من البرمجيات المتكافئة مع ذلك النظام. ثم إن وجود "ويندوز" كقاسم مشترك بين كل مصنعي الحواسيب تقريبا أشعل المنافسة بينهم لتقديم عتاد حاسوبي أكثر كفاءة وأقل سعرا، وقد أسهمت تلك العناصر مجتمعة في انتشار استخدام الحواسيب خلال التسعينيات، وما صاحب ذلك من ارتفاع إنتاجية الشركات والأفراد عامة. والمقصود أن الوضع الاحتكاري لمايكروسوفت، رغم عدم قانونية بعض ممارسات الشركة، كانت له آثار إيجابية.

ولكن تبقى بعض المخاطر أو التهديدات التي تصاحب سيطرة نظام تشغيل واحد على نصيب الأسد من الحواسيب الشخصية والخادمة حول العالم، سواء كانت تلك السيطرة بطرق قانونية أو غيرها. فوجود نظام تشغيل واحد يعتمد عليه الجميع يماثل ما سيكون عليه العالم لو أجرى كل تعاملاته عبر بنك وحيد أو ترحّل سكانه عبر خط طيران واحد. وقد تبدّى ذلك الخطر في أواسط أغسطس الماضي حين تعطلت خدمة "اسكايب" للمهاتفة الإنترنتية للمرة الأولى ليومين كاملين. وقالت "اسكايب" إن العطل حدث بسبب اضطرار حواسيب كثيرة على شبكتها -تعمل بنظام "ويندوز"- للإغلاق لإتمام تحديث لنظام تشغيلها، إذ كانت مايكروسوفت قد أصدرت تحديثا دوريا. وتعمل شبكة "اسكايب" عبر الاستفادة من سعة نقل البيانات (bandwidth) لحواسيب مشتركيها. ولم يكن هذا العطل ليحدث لو تألفت شبكة حواسيب "اسكايب" من مدى متنوع من أنظمة التشغيل، وليس نظاما واحدا. والمقصود هنا أن الاعتماد على نظام تشغيل واحد قد يعيق عمل أو بزوغ بعض التطبيقات المبتكرة مثل برمجية "اسكايب".

ومن المخاطر التي تصاحب الوضع الاحتكاري لمايكروسوفت أيضا ما يقول منتقدوها بدأبها على الاستحواذ على الشركات ذات الأفكار الواعدة وتحويلها لمنتجات تقليدية، ومن ثم قتل المنافسة المستقبلية. (وتجدر الإشارة إلى أن مايكروسوفت سعت لشراء أميركا أونلاين وجوجل في مراحلهما المبكرة، ولكن قوبل العرض بالرفض).

ورغم إلحاح خطر دعاوى الاحتكار، فإن ثمة خطرين آخرين ربما لن تفلح معهما التسويات؛ البرمجيات الإنترنتية، والبرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر.




كيف يبدو مستقبل مايكروسوفت بعد رحيل جيتس؟


بينما يترك بل جيتس مهامه اليومية لدى مايكروسوفت، يبقى معلّقا سؤالان كبيران يبدو أن العبقري جيتس يئس من العثور على إجابات لهما.

في الأول من يوليو الماضي تخلى بيل جيتس، أحد الشريكين المؤسسين لمايكروسوفت، عن مهامه اليومية لدى الشركة العملاقة، مكتفيا بمنصب الرئيس غير المتفرغ والاستشاري عند الطلب. وكانت مايكروسوفت قد كشفت في الخامس عشر من يونيو 2006 عن مرحلة انتقالية مداها عامان يحل فيها بالتدريج مسئولون كبار بمايكروسوفت محل جيتس ليتفرغ الأخير لإدارة المؤسسة الخيرية الضخمة التي تحمل اسمه واسم زوجته.

ولكن نظرة متفحصة ربما تقودنا لأسباب إضافية لاختيار جيتس التنحي عن إمبراطورية مايكروسوفت في هذا التوقيت. فثمة قوتان كبيرتان في ميدان تكنولوجيا المعلومات تنازعان سيادة مايكروسوفت، ولم تستطع الأخيرة أن تواجههما بحسم خلال نحو عقد من الزمان، كما كانت تفعل في الماضي. هاتان القوتان هما التطبيقات الحرة والمفتوحة المصدر (مثل نظام تشغيل لينِكس وحزمة البرامج المكتبية أوبن أوفيس) ثم البرمجيات الإنترنتية التي تُشَغّل كلية عبر متصفح الإنترنت، دون الحاجة لتثبيتها على القرص الصلب للحاسوب الشخصي، كما في الحزم البرمجية من جوجل وزوهو (Zoho) وغيرهما.

ويبدو أن جيتس ورفاقه أدركوا أن الحاجة ماسة لمقاربات ورؤى جديدة في التعامل مع هاتين القوتين، وذلك لأن عقلية الحقبة الماضية لم تعد قادرة على التعامل مع المعطيات والظواهر الجديدة بكفاءة. ومن ثَمّ، ربما، كان قرار تنحي جيتس.

ضخ دماء جديدة
يبدو أن مايكروسوفت أدركت عمق التغيير في قطاع تكنولوجيا المعلومات مع نهايات العام 2004 وبدايات 2005. ومن دلائل ذلك أن سعت الشركة لاجتذاب دماء جديدة ضمن مسئوليها الكبار. ففي أبريل 2005 استحوذت مايكروسوفت على شركة "جروف" للتطبيقات التكاملية (أي تلك التي تيسر التعاون بين موظفين بشركة في إنشاء وتحرير الملفات النصية والمحاسبية وغيرها آنيا عبر شبكات حاسوبية). وعُين رئيس جروف، راي أوزي، مديرا تقنيا بمايكروسوفت، ليصبح واحدا من المسئولين الخمسة الكبار في الشركة. وكانت تلك المرة الأولى التي تدفع بها مايكروسوفت مسئولا بشركة تم شراؤها لهذه المنزلة الرفيعة مباشرة.

وقال متابعون لقطاع تكنولوجيا المعلومات حينها إن الغرض من تلك الصفقة كان بالأساس الحصول على السيد أوزي، وهو المبرمج الفذ الذي طور وفريقه "لوتس نوتس" التي كانت من أولى التطبيقات التكاملية في النصف الثاني من التسعينيات. ثم تأكدت صحة هذه التحليلات عندما أعلنت مايكروسوفت بعد نحو عام عن المرحلة الانتقالية السابقة لرحيل جيتس، والتي صاحبها ترقية السيد أوزي ليصير معماري البرمجيات الأول، وهو المنصب الذي كان يشغله جيتس منذ العام 2000، وليكتفي الأخير بوظيفة الرئيس (chairman) حتى غرة يوليو المنصرم.

فماذا الذي حدث في العام 2005 ليستحث تلك القرارات لدى مايكروسوفت؟ بحلول ذلك العام كانت ثمة ظاهرتان كبيرتان لم يعد ممكنا لمايكروسوفت تجاهلهما أو التهوين من شأنهما. أولهما كان صعود جوجل. ففي أغسطس 2004، كانت جوجل قد طرحت أسهمها للاكتتاب العام، محققة أكبر تقييم سوقي لشركة إنترنتية (نحو 22 مليار دولار) في أول أيام التداول منذ انهيار أسهم شركات الإنترنت أواخر العام 2000. وبعد نحو ثلثي العام كانت قيمة سهم جوجل في صعودها الصاروخي، بالغة 180 دولارًا، بارتفاع نحو 100% عن سعر الطرح في أغسطس، (ويبلغ سهم جوجل عند كتابة السطور نحو 530 دولارا). أما الظاهرة الثانية فكانت ترسخ موجة البرمجيات الحرة والمفتوحة.

تحدي البرمجيات الإنترنتية
مثلت جوجل منذ بدايتها تحديا لمايكروسوفت. فمحرك البحث الفائق الذي قدمته جوجل جعل المستخدمين أكثر اعتمادًا على الشبكة العالمية في الحصول على المعلومات. وهذا بحد ذاته تهديد لمايكروسوفت التي تجني العوائد من بيع البرمجيات التي تعضد ارتباط المستخدمين بالحواسيب الشخصية (مثل نظام ويندوز وحزمة برمجيات "أوفيس" المكتبية). ومن ثم، فقد كان القلق لدى مايكروسوفت بأن جوجل ربما تستطيع أن تجعل متصفح الإنترنت المزود عبر أي نظام تشغيل (وليس "ويندوز" بالضرورة) نقطة الانطلاق في تعامل المستخدمين مع المعلومات عامة (بحثا وتصنيفا وإنشاءً وتخزينا)، مما قد يُميل كفة الميزان في غير صالح نظام ويندوز وأخواته من منتجات مايكروسوفت.

أما التحدي الأكبر من جوجل فكان اعتمادها على نموذج جديد في تطوير البرمجيات وتحقيق العوائد من ورائها. ففي النموذج السائد في الحقبة قبل جوجل، كانت الشركات تبيع ما تطور من برمجيات، وتجني الأرباح من عوائد بيع تلك البرمجيات وتحديثاتها في الإصدارات الجديدة. وقد تفوقت مايكروسوفت في هذا المضمار، خاصة مع برمجياتها هائلة الانتشار ويندوز وأوفيس. وفي المقابل فإن جوجل تتيح برمجياتها مجانا في الغالب، أي أن منتجاتها مجانية للمستخدم. ولكنها تحصل عوائدها من الشركات التي ترغب في وضع إعلاناتها لتصحب بعضا من تلك المنتجات.

وقد أطلقت جوجل الإشارة الأولى على هذا التوجه في أول أبريل 2004 بخدمة "جي ميل" (Gmail)، خدمة البريد الإلكتروني من جوجل، وقد كانت مواصفاتها مغايرة لكل منافسيها (هوتميل وياهو) لدرجة أن ظنها البعض حينها "كذبة أبريل". فبينما توقفت السعة التخزينية لياهو وهوتميل حينها عن 4 و2 ميجا بايت، على الترتيب، أتاحت جي ميل 1000 ميجا بايت (أو واحد جيجا بايت) من السعة التخزينية. إضافة إلى ذلك، كانت حركة التحديث في جي ميل متسارعة للحد الذي بدأ "جي ميل" ينافس نظراءه من برمجيات مايكروسوفت غير المجانية المزودة على القرص الصلب للحاسوب الشخصي مثل برنامج "أوت لوك إكسبرس".

وخلال الأعوام بين 2004 و2007 تأكد توجه جوجل بتقديمها مجانا بدائل مقبولة المستوى لما تقدمه مايكروسوفت بمقابل غير بسيط. وقد شمل ذلك برمجيات لمعالجة النصوص والجداول المحاسبية والعروض التقديمية والرزنامة واستقبال المحتوى المتجدد من المواقع (RSS) وغيرها، وكلها تعمل عبر متصفح الإنترنت. ويستطيع المرء أن يقوم بإنشاء وحفظ واسترجاع الملفات دون مقابل، ودون تثبيت برامج على حاسوبه الشخصي أو الحاجة لتحديث البرمجيات بانتظام.

وليست جوجل السائر الوحيد على هذا الطريق. فثمة جيل جديد من الشركات التي تقدم كل الخدمات التي كانت مقصورة على برمجيات القرص الصلب عبر متصفح الإنترنت. ومن أمثلة ذلك شركة "زوهو" (Zoho) و"جوفيس" (gOffice) اللتان تقدمان حزمتي برمجيات مكتبية، و"سيلز فورس" (SalesForce.com) لخدمات العملاء المدارة إنترنتيا، وغيرها. بل إن شركة "أدوبي"، المشتهرة ببرنامجها "فوتو شوب" لمعالجة الصور، قد بدأت في طرح خدمات إنترنتية لمعالجة النصوص وتحويل الملفات لنسق (PDF) مجانا عبر موقع Acrobat.com. ويطلق البعض على هذه الموجة من البرمجيات الإنترنتية "ويب 2" (Web 2.0)، أو الجيل الثاني من الشبكة العالمية للمعلومات.

أسئلة تبحث عن إجابات
أمام هذه الموجة الجديدة من البرمجيات الإنترنتية، بحثت مايكروسوفت عن الإجابات لدى راي أوزي. الآن وبعد مرور نحو عامين على شغله منصب معماري البرمجيات الأول، لا يبدو أنه أنجز الكثير. وهذا مفهوم لأن التغير في بيئة تكنولوجيا المعلومات ربما يفرض على مايكروسوفت أن تغير طريقها الذي سلكته بنجاح لما يزيد على ثلاثة عقود. إذ كيف تستطيع الشركة العملاقة أن تواصل بيع برمجيات يقدم المنافسون أمثالها مجانا للمستخدمين؟ أتستطيع مايكروسوفت أن توزع "ويندوز" أو "أوفيس" مجانا؟ فإن لم يكن ذلك ممكنا، فما الذي تستطيع مايكروسوفت أن تقدمه مجانا للمستخدمين لتحفظ ولاءهم لـ"ويندوز"؟ وما مصير "ويندوز" لو سادت البرمجيات الإنترنتية، تلك التي تعمل عبر متصفح الإنترنت ولا تحتاج بالضرورة لنظام التشغيل الأشهر من مايكروسوفت؟

ربما أدرك جيتس، ذو الثلاثة وخمسين عاما، أنه ليس لديه إجابات وافية لتلك الأسئلة الصعبة. وربما لم يصل أوزي هو الآخر لإجابات. ولكن إلى حين تحصيل إجابات، قررت مايكروسوفت ترسيخ العلامة التجارية لـ "ويندوز" بإضافة تلك الكلمة لطيف واسع من منتجاتها، فصار برنامج التراسل "إم إس إن مسنجر" "ويندوز لايف مسنجر"، وصار "هوتميل" "ويندوز لايف ميل"، ومحرك البحث "إم إس إن" "ويندوز لايف سيرش"، وهكذا. كما طرحت مايكروسوفت مؤخرا خدمة "ويندوز ورك سبيس" المجانية التي تتيح للمشتركين حفظ واستعراض واسترجاع (وليس تحرير) الملفات، خاصة الملفات المنشأة عبر حزمة "أوفيس". ودعمت مايكروسوفت أيضا إمكانيات التعاون والتكامل في برمجياتها، مما ييسر التشارك في إنشاء وتحرير وحفظ واسترجاع الملفات عبر برمجياتها، خاصة "أوفيس 2007".

خطر البرمجيات المفتوحة
أما النموذج الآخر في تطوير البرمجيات الذي ينازع نموذج مايكروسوفت فهو حركة البرمجيات الحرة والمفتوحة. وهو اتجاه أطول عمرا وفي ظن البعض أعمق أثرا من البرمجيات الإنترنتية. في هذه البرمجيات يتعاون عشرات أو مئات أو آلاف من المبرمجين طوعا لإنتاج برامج أغلبها مجاني، وتتاح شفرتها للجميع لمن يريد أن ينشرها أو يغيرها. وهذا يختلف عن البرمجيات المغلقة (أي لا تتاح شفرتها للمستخدمين) مثل كل أو أغلب برمجيات مايكروسوفت وأبل وأوراكل، على سبيل المثال.

ومن أشهر البرمجيات المفتوحة نظام تشغيل "لينِكس" وبرمجية "أباتشي" لتشغيل خوادم الإنترنت، و"سند ميل" لتشغيل خوادم البريد الإلكتروني، ومتصفح فايرفوكس، وحزمة البرامج المكتبية "أوبن أوفيس" (OpenOffice.org). وتستخدم البرمجيات الحرة والمفتوحة وزارة الدفاع الأمريكية وكبرى البنوك الأمريكية، مثل ميريل لنش، وشركات للإنتاج السينمائي مثل "دريم وركس"، وشركات طيران مثل "إير فرانس".

ورغم أن نظام "لينِكس" لا يزال محدود الانتشار على الحواسيب الشخصية (نحو 3%، مقارنة بنحو 93% لـ "ويندوز") إلا أنه أوسع انتشارا على الحواسيب الخادمة للشركات، بنسبة تبلغ 23%، مقارنة بـ 55% لـ "ويندوز"، كما أوردت مجلة فورتشن في أواخر 2004. يبد أن شركة "دل"، ثاني كبرى شركات تصنيع الحواسيب، بدأت العام الماضي إصدار حواسيب محملة بأحد إصدارات نظام "لينِكس" على بعض طرزها من الحواسيب المحمولة. وتزمع هيولت باكارد أن تلحق بمنافِستها على ذلك المضمار.

وكانت حركة البرمجيات الحرة والمفتوحة قد بدأت على يد المبرمج والباحث ريتشارد ستولمان بالعام 1984. ولكنها اكتسبت الزخم الكبير بعد أن طور المبرمج الفنلندي "لينَس تورفالدز" نواة نظام تشغيل "لينِكس" في العام 1991 وطرحها عبر الإنترنت للمبرمجين ليبنوا عليها ويحسنوها. وتسارع انتشار "لينِكس" خلال النصف الثاني من التسعينيات، خاصة مع إقدام شركات مثل "رد هات" (ولاحقا "آي بي إم") على تقديم خدمات الدعم الفني للحواسيب العاملة بنظام لينِكس.

لم يكن الخطر الذي تلوح به البرمجيات المفتوحة على منتجات مايكروسوفت مستترا. فالبرمجيات المفتوحة تقدم بدائل إن لم تكن مجانية فهي أقل تكلفة من نظيراتها لدى مايكروسوفت. وقد بدا خيار البرمجيات المفتوحة جذابا لدى بعض الحكومات؛ فقد رأت دول مثل الصين والبرازيل أن اعتماد البرمجيات المفتوحة والإنفاق على تدريب مبرمجين محليين للقيام بالدعم الفني قرار ربما يكون أكثر وجاهة اقتصاديا من بذل استثمارات ضخمة على نفقات ترخيص البرمجيات مغلقة المصدر.

لصد الموجة المتصاعدة للبرمجيات المفتوحة اتبعت مايكروسوفت أساليب شتى. منها حملة إعلانية ضخمة عنوانها "تعرف على الحقائق" (Get the Facts)، محورها أن الكلفة الكلية لاستخدام البرمجيات الحرة والمفتوحة، خاصة "لينِكس"، أعلى من تلك المترتبة على استخدام "ويندوز" وأخواته. ولكن يبدو أن هذه الحملة كانت محدودة الأثر، وذلك لأن دراسات من مصادر مختلفة قارنت بين الكلفة الكلية لاستخدام كل من "لينِكس" و"ويندوز" وتوصلت لنتائج متضاربة.

ومن ضمن أساليب المواجهة أيضا ما أشيع عن دعم مايكروسوفت لشركة أمريكية تُدعى "اسكو" (SCO) قاضت شركة "آي بي إم" وعملاءها (ومنهم شركة "مرسيدس") في عام 2003 بدعوى استخدامهم بغير وجه حق أجزاءً من الشفرة البرمجية لنظام "يونكس" (التابع لـ "اسكو") في نظام "لينِكس" الذي تستخدمه "آي بي إم" على حواسيبها الخادمة. في هذه الدعوى طالبت "اسكو" بتعويض قدره 6 مليارات دولار، ولكن رفضت المحكمة الدعوى في أواخر 2006.

لماذا الرحيل يا سيد جيتس؟
إذن بحلول العام 2005 كان جليا أن البرمجيات الحرة والمفتوحة راسخة الجذور. ولم يكن ثمة دلائل على أن بيل جيتس ورفاقه لدى مايكروسوفت قد توصلوا بعد لطريقة ناجعة للتعامل مع هذا النموذج في تطوير البرمجيات الذي يناقض نموذجهم. وربما بدا لجيتس أنه لم يكن مؤهلا لمواجهة هذا التحدي. فآثر جيتس المضي قدما نحو مؤسسته الخيرية، تاركا البرمجيات المفتوحة وأسئلتها الصعبة للدماء الجديدة في الشركة العملاقة.

ويبدو للّحظة أن راي أوزي أميل للمهادنة مع البرمجيات المفتوحة. فبدلا من الصدام –وهو التوجه الذي يشيع أن الرئيس التنفيذي للشركة ستيف بولمر يفضله– أتاحت مايكروسوفت خلال العامين الأخيرين إمكانيات تعضد للمرة الأولى التوافق (interoperability) بين الحواسيب العاملة بـ "ويندوز" وتلك العاملة بـ "لينِكس" داخل الشبكة الحاسوبية الواحدة أو عبر شبكات مختلفة.

وفي أجواء التحديين الكبيرين –البرمجيات الإنترنتية والبرمجيات الحرة والمفتوحة– بدا تنحي جيتس عن عرش مايكروسوفت أقل احتفالية مما ظن كثيرون. وفي هذا ما يدعو ربما لبعض التعاطف. فهذا الرجل المشهود بعبقريته والذي لم يبلغ بعد أواسط العقد السادس من عمره قد بنى أكبر شركة برمجيات في العالم؛ وحتى بزوغ جوجل، كانت مايكروسوفت أسرع الشركات نموا في التاريخ. ولكن يكاد يكون ثمة اتفاق بأن مايكروسوفت ربما تكون في واحدة من أضعف لحظاتها عبر حياتها الممتدة لما يزيد على ثلاثين عاما؛ إذ لا تزال أسئلة كبيرة حول مسار الشركة المستقبلي قائمة بغير إجابات.

دعاء مصري مطحون

::: دعاء مصري مطحون :::

اللهم أنقذنا من نفسية الز ملاء.. وغباء الأصدقاء

اللهم ارحمنا من استبياع الجيل الجديد..

وحرائق السكة الحديد

واستقصاد كل مدير.. وندالة القرايب

الصغير منهم والكبير

اللهم أغثنا من كل عميل .. ومن فواتير موبينيل

اللهم أرحمنا من تشريفة عربيات المسئولين ,

وزحمة الشوارع في كل حين

وسحب الرخص في كل كمين.. من الغلبان مش م المتين

اللهم أهدى لنا سواقين الميكروباص

والمدير البصباص

اللهم ارحمنا من الشئون القانونية وشئون العاملين

واللي بيقفوا فـ وسط الشارع فجأة وبدون إشارة يمين

اللهم قنا شر الكليبات..

وشر شلل البنات.. ولؤم الستات

وغباوة الحموات

والمينيمم تشارج كافيهات..

وهيافة الصحف والمجلات

وقطع الحرارة فجأة عن التليفونات وقت الزنقات

والمدارس اللي بتطلب تبرعات بالألافات

ووقــــوع السيــرفـــر وقفلـــة السايتـــات

اللهم ارفع مستوى الزمالك ..

لمستوى انبى والحدود.. أو حتى مستوى أسمنت أسيوط

أو أرسل يارب عليهم صاعقة..

بدل ما يخلونا نموت ...

اللهم سدد أقساطنا .. وضلل عنا مآمير الضرايب

اللهم ارزق جيل الوسط عقود عمل في ليبيا وقطر

اللهم افتح لجيلنا القديم الطريق الفسيح

حتى ننظف انتخابات البلد من لعبة المراجيح

اللهم ارحمنا من الاكتئاب مرض العصر والشباب

واحمي يارب سماء مصر من سحابة الهباب

واكفنا شر صاحب الدقن الكداب

وصاحب التصريحات النصاب

اللهم ارزق كل بنت بعريس هدية..

وكل شاب بوظيفة وشقة وعربية

اللهم أحرق الـ 0900

واضرب الحرامية بالحرامية

ونجح أي طالب في أي كلية

حتى ولو كان في التربية الموسيقية

آآميين آآآمين

Saturday, November 8, 2008

معاً نحو مجتمع عفيف

تقدمت امرأة إلى مجلس القاضي موسى بن إسحاق بمدينة الري سنة 286هـ؛ فادعى وكيلها بأن لموكلته على زوجها خمسمائة دينار (مهرها)، فأنكر الزوج، فقال القاضي لوكيل الزوجة: شهودك. قال: أحضرتهم. فطلب بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة؛ ليشير إليها في شهادته، فقام الشاهد وقال للمرأة: قومي.
فقال الزوج: تفعلون ماذا؟
قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك وهي مسفرة؛ لتصح عندهم معرفتها.
قال الزوج: إني أشهد القاضي أن لها عليّ هذا المهر الذي تدعيه ولا تسفر عن وجهها.
فقالت المرأة: فإني أُشهِد القاضي أني وهبت له هذا المهر وأبرأتُ ذمته في الدنيا والآخرة.
فقال القاضي وقد أعجب بغيرتهما: يُكتب هذا في مكارم الأخلاق.

أصون عرضي بمالي لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض

بص الهنود بقي ايه ....زمان كنا بنقول اصله هندي .. فاهم طبعا

من بداية متواضعة عام 1985 إلى سوق قيمته 30 مليار دولار



نيودلهي: براكريتا غوبتا
من بداية صغيرة في أغسطس (آب) 1985 أصبح قطاع تكنولوجيا المعلومات الهندي، يسيطر الآن على أكثر من 50 في المائة ونقل الخدمات، وأصبح يشبه ما يمكن ان يطلق عليه «سيليكون فالي» العالم.
فقد نما قطاع تكنولوجيا المعلومات والخدمات الهندي من 16 مليار دولار في عامي 2003/2004 الى 30 مليار دولار في عام 2006 وحقق زيادة في الصادرات مقدارها 30 في المائة سنويا. وطبقا لتقرير ناسكوم ـ ماكنزي، فإن الدخل المتوقع لقطاع تكنولوجيا المعلومات في العام القادم، سيصل الى 87 مليار دولار أميركي في أربعة مجالات هي خدمات تكنولوجيا المعلومات وبرامج الكومبيوتر والخدمات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاعمال الاليكترونية، وهو ما يؤدي الى خلق العديد من الفرص للشركات الهندية. وقد حققت خمس شركات من اكبر 6 شركات هندية في هذا القطاع وهي TCS، INFOSYS،WIPRO، SATYAM، HCL زيادة فيما بينها بلغت 40 في المائة. ومن المتوقع ان يحقق القطاع زيادة قدرها 35 في المائة في العام الحالي.

وقد بدأ قطاع تكنولوجيا المعلومات في التطور، عندما فتحت الحكومة البلاد امام قوى العولمة، وقضت على القيود في الداخل وقللت الحواجز امام الاستثمارات الأجنبية في أوائل التسعينات.

ويتكون قطاع تكنولوجيا المعلومات الهندي مما يقرب من 3300 شركة تصدر منتجاتها الى 150 دولة في العالم. ومركز هذا القطاع هو مدينة بانغالور الهندية التي يوجد بها معظم شركات القطاع بما يقرب من 1500 شركة، الا ان التركيز يتجه الآن الى مدن صغيرة، يوجد بها عمالة ماهرة في هذا المجال.

تجدر الإشارة الى ان القطاع مثار جدل لأسباب خاطئة بعدما اتهم المشرعون الأميركيون بعض شركات تكنولوجا المعلومات بإساءة استخدام نظام تأشيرات الدخول الاميركية المؤقتة «لتشريد العمالة الأميركية المؤهلة».

ومن الأسباب التي جعلت الهند تصبح مركزا عالميا لقطاع تكنولوجيا المعلومات، العمالة التقنية المتوفرة، حيث يوجد في الهند ثاني اكبر مجموعة علمية في العالم تتحدث الانجليزية، بعد الولايات المتحدة. ويقدر وجود ما يقرب من 4 ملايين عامل تقني، و1832 مؤسسة تعليمية وبوليتكنيك، تتولى تدريب ما يقرب من 67785 شخصا سنويا في مجال الالكترونيات سنويا.

وبالرغم من ان قطاع تكنولوجيا المعلومات الهندي، يستخدم 1.3 مليون شخص، فإن تقرير ناسكوم ماكنزي حذر من ان الهند ستواجه نقصا يصل الى نصف مليون شخص بحلول عام 2010. ويحتاج القطاع الي ما يقرب من 350 الف مهندس سنويا، غير ان المتوفر لا يزيد على 150 الف شخص سنويا.

ويقوم العالم كله بخط مباشر للحصول على تكنولوجيا الهند المتطورة والعمليات المدارة على افضل نحو بسبب القوة البشرية الهائلة المتوفرة في البلد والمدربة تقنيا، والتي تتحدث الانجليزية وتتسم بالتكلفة المنخفضة. ومن بين الأسماء المعروفة هيوليت باكارد وديل ومايكروسوفت وأسينتشر وإنتل وإي دي أس مورب، وهي توسع مراكزها الخارجية في الهند، وتشغل عشرات الألوف من العاملين الجدد.

وقد اقامت مايكروسوفت نفسها واحدا من مراكز أبحاثها الأساسية العالمية في بانغالور، أما المركزان الآخران فهما في الصين وفي مكاتب مايكروسوفت في الولايات المتحدة.

وتقول نتائج تقرير لقطاع خدمات تكنولوجيا المعلومات في الهند صادر العام الحالي، ان عدد الخريجين في مجال الهندسة سنويا في الهند سيزيد بحوالي 100 ألف، ويمكن ان يكون العدد 600 ألف في السنوات اللاحقة.

كما أن شركات تكنولوجيا المعلومات في الهند تتطلع الى وجود واسع للشركات الخارجية عبر عمليات الشراء التي تساعدهم على الحصول على مهارات جديدة. وتعتبر ويبرو مثالا على عمليات الاستيلاء هذه، حيث اشترت ست شركات صغيرة ومتوسطة الحجم في قطاع تكنولوجيا المعلومات مثل نيولوجيك وأمباور وساراوير وانيبلر في فيتنام ورومانيا والبرتغال. وأشارت ويبرو إنديا الى أن كل عملياتها المكتسبة حديثا حققت أرباحا.

وهناك ما يقرب من 10 في المائة من العاملين في شركة تاتا كونسلتنسي من الأجانب. وبالنسبة لشركة إنفوسيز تصل النسبة الى ثلاثة في المائة.

كما أن وظائف قطاع تكنولوجيا المعلومات تتمتع بمكانة اجتماعية خاصة بين الهنود. فالجيل الجديد من الشباب الهنود يتوجهون الى هذا القطاع، متجاهلين الوظائف الحكومية الأخرى المفضلة. وقال افتكار خان الشاب الكشميري الذي يعمل مع شركة آي.بي.أم في دلهي، انه «ليست وظائف تكنولوجيا المعلومات هي الوحيدة الابداعية، وتوفر راتبا جيدا، وانما ايضا تعطي المرء مكانة خاصة مفضلة بين الآخرين في المجتمع».

وتخرج شركات التكنولوجيا في بانغالور عن مسارها لتحتفظ بالموظفات العاملات لديها، وهي تشعر بالهوس تجاه قوة العمل هذه. ولدى قسم الموارد البشرية في هذه الشركات مبرر معقول للقيام بذلك. فقد وجد ان النساء أكثر انتاجية وأقل عرضة لتغيير الوظيفة بالمقارنة مع الرجال. وفي شركة تي.سي.أس تشكل النساء ربع قوة العمل، بينما في إنفوسيز وويبرو يشكلن ما يقرب من الثلث. أما في شركات مثل آي.بي.أم وأسينتشر، فهناك ما يقرب من خمس قوة العمل من النساء. ويقدر انه بحلول عام 2010 ستشكل النساء نصف قوة العمل في قطاع التكنولوجيا في الهند


بدأنا وهنوصل وهنكمل للاخر وربنا معانا

Thursday, November 6, 2008

كيف تكتسب شخصية جذابة

نصادف أحياناً في حياتنا أناس يملكون علينا عواطفنا ، يتمتعون بشخصيات جذابة تؤثر فيمن يخالطون ، وكل منا يتمنى أن يمتلك مثل هذه الشخصيات ، وبالطبع هناك مقومات أساسية لتلك الشخصيات كنت قد ذكرت بعضاً منها في مقال سابق بعنوان (فن التعامل .. مفتاح لقلوب الناس) كان الحديث فيه عن فن التعامل بشكل عام ، بينما هنا فيه بعض الخصوصية .. وسنركز الحديث عنها في هذا المقال بشكل صريح وبدون أي تحفظات :
أولاً - المظهر :
لأن الشكل أول ما يجذب العين ، ويكون بمثابة تذكرة المرور إلى القلوب كان لا بد من أن نضعه في أول أولوياتنا .. وأن نوليه القدر الكافي من الاهتمام ، وبطبيعة الحال أنا لا أعني هنا الخلقة فليس بمقدورنا تغييرها ، لكن أقصد الأناقة وحسن الهندام، والاهتمام بالنظافة الشخصية كالأظافر والعناية بالشكل، والحرص على وضع عطر هادئ وجميل، لأن أغلب العطور الفواحة تسبب الصداع وتثير عند البعض الحساسية وبالتالي تشعر من تجالسهم بالضيق، إضافة إلى أن العطور الفواحة - فضلاً عما ذكر - لا تصلح للمجالس والأماكن المغلقة .
وعلينا أن ندرك أنه ليس شرطاً أن يرتدي أحدنا أغلى الملابس ويبتاع أثمن العطور ليحقق هذه الغاية ، لكن يتم ذلك من خلال الاهتمام بالتناسق بين ألوانها حتى وإن اتسمت بالبساطة .
حاول أن تبدو مبتسماً هاشاً باشاً ، فالابتسامة تعرف طريقها إلى القلب ، ولا تتعارض أبداً مع الوقار ، على العكس تماماً من الضحك .
ثانياً - آداب المجالسة :
عندما تجلس مع أحد حاول بقدر الإمكان أن توليه كل اهتمامك ولا تتشاغل بالنظر إلى الأرض ، ولا تحرص على الالتصاق به، فقد يكون معك ما ينفره منك، وقلل من الحركة والالتفات فهي دليل الحمق ، وانتبه لكل حركاتك لأنك قد تغفل وتقوم ببعض العادات السيئة ، وحاول أن تجعل كل تفكيرك في حديث من يقابلك فقد يسألك عن نقطة ولا تستطيع الإجابة عليها فيأخذ ذلك على أن حديثه مملاً ولا يروق لك .
عند الزيارة حاول بقدر الإمكان أن تكون خفيفاً ، وألا تطيل البقاء خاصة إن كنت أنت الزائر الوحيد أو الغريب في مجتمع عائلي أو متجانس ، وعليك أن تختار الأوقات المناسبة للزيارة ، وأن تكون قدر الإمكان بدعوة ، وحتى ولو رأيت استحسانه لمجالستك لا تكثر من زيارته إلا إن دعاك حتى لا تبدو شخصاً مزعجاً مملاً يندم على أنه تعرف إليك ، كما يجب عليك ألا تجلس إلا في المكان الذي يختاره لك .
حاول عدم استخدام هاتفك المحمول بإجراء اتصالاتك أثناء اجتماعكما ، وألا تستخدمه إلا لضرورة أو للرد على اتصال بهدوء وصوت منخفض وأن يكون الرد بشكل مقتضب، ولا تمد يدك لتستخدم هاتفه إلا لضرورة وبعد استئذان.
لا تقاطعه لتستأذن بالانصراف أثناء تحدثه معك ، وإذا استأذنت لا تتحدث بأي شيء سوى الإطراء لجميل ضيافته لك ، وعليك ألا تتحدث أمامه عن أحد بما يكره ، ولا تظهر أخطائه أو هفواته أمام أحد فهذا سيعطي انطباعاً عنك بأنك غير جدير بأن يدعوك أحد لمنزله .
إن حدث ودعاك للطعام حاول بقدر الإمكان الاعتذار ، وإن أُحضر لا تكثر من الأكل حتى وإن كنت جائعاً ، ولا تأكل بسرعة ، ولا تتحدث وبفمك طعام ، وإن قدم لك القهوة أو الشاي احرص ألا تشرب إلا بعد أن يشرب هو من كوبه فقد يكون فيه ما تكره فيقع في حرج شديد .
حاول بقدر الإمكان عدم النظر لهيئة المجلس وأثاثه بحضوره ، وابتعد عن الفضول بقراءة ما حولك من صحف ومجلات وأوراق ، ولا تمد يدك لأي شيء مما تقع عليه عينيك فهذه صفات ذميمة .
حاول أن تكون معتدلاً في جلوسك، فبعض أوضاع الجلوس تعبر عن سوء الأدب، ولا تمد رجليك في حضرته ، ولا تضع رجلاً على رجل .
عند بداية الحضور لا تسابقه إلى الدخول ، وعند الانصراف لا تخرج قبله لتمنحه الفرصة في أن يصلح من شأن مكان مرورك .
عود نفسك على السيطرة على تصرفاتك والابتعاد عن العادات السيئة كالعبث في الأسنان والأذنين والأظافر والأنف ، فهي أعمال منفرة تثير الاشمئزاز والاستقذار، وحاول ألا تظهر التثاؤب وأن لم تستطع أبقِ فمك مغلقاً أو سده بيدك، فالتثاؤب صفة مذمومة شرعاً وعرفاً ، وفتح الفم فيها يعبر عن قلة الذوق والأدب .
ثالثاً - آداب الحديث :
حاول أن تكون منصتاً ومستمعاً أكثر من أن تكون متحدثاً ، وفكر جيداً في صفة كلامك قبل أن تنطق به ، وانتق مفرداتك بشكل جيد ، ولا تتحدث فيما لا تفقه به أو ما لا يتوفر لديك معلومات كافية عنه ، ولا ترفع صوتك ، ولكن تحدث بشكل هادئ وطبيعي ، ولا تقاطع محدثك بحديثك حتى وإن كان لديك توضيحاً أو اعتراضاً ما لم يتوجه لك باستيضاح أو سؤال ، ولا تكثر من الاعتراضات حتى وإن كنت على حق، وإن كنت لا بد فاعلاً فحاول أن يكون ذلك بطريقة لطيفة ولبقة، وحاول أن يكون الحديث في نفس المجال الذي حدثك به، ولا تبادر في فتح مجال جديد للحديث حتى تعرف توجهات من تجالس ، فقد تتحدث بما لا يناسبه أو يمسه، وإن كان لا بد من أن تبدأ أنت الحديث حاول انتقاء الموضوع الشيق ، ولا تحرص على التحدث فيما لا يصدق حتى وإن كان ذلك حقيقياً وحدث بالفعل ، ولا تحرص على الإسهاب بحديثك، وأعط من يجالسك الفرصة في أن يشاركك ، وابتعد عن الغيبة والنميمة وكثرة الانتقادات .
إن كان لقاءكما هو الأول فلا تتحدث كثيراً عن نفسك حتى لا تبدو في نظره نرجسياً، ولا تتكلف ما ليس فيك ، وعليك أن تتحدث بكلمات مفهومة ، وأن تركز أفكارك حتى تبدو أكثر ثقة بنفسك ، وألا تكثر من الحديث عن عملك وحياتك الخاصة فتبدو ثرثاراً ليست لديك أي خصوصية، وابحث عن مجالات الحديث العامة المشتركة.
وحتى وإن كانت لقاءاتك معه كثيرة هناك أموراً خاصة لا يليق بك الحديث عنها في حياتك الخاصة ، ولا تسأل أيضاً في أموره الخاصة ، وإن حاول هو الحديث عنها حاول أنت أن تبتعد في حديثك عن الخوض فيها حتى وإن كانت هناك مناسبة للمشاركة.
رابعاً – حقوق الصحبة :
نصل الآن إلى المرحلة الثانية من حسن التعامل بعد أن تخطينا مرحلة التعارف ، لنعرف حقوق وحدود الآخرين ولا نتعدى عليها ، فمن السهل علينا أن نكسب حب الناس ولكن المحافظة على هذا الرصيد هو الصعب .
إن من أهم حقوق رفاقك عليك المحافظة على ما يدور بينك وبينهم ، وأن تحفظ لهم الود والاحترام ، وأن تبتعد عن المزاح الثقيل والكلام الجارح ، والأدب والتهذيب مطلوبان مع جميع الناس حتى الأقارب منك مهما بلغت درجة العلاقة والقرب ، فمن يزرع الحب لا يجني إلا الحب ، ولتعلم أن الناس كالمرآة لا يعكسون إلا ما يقع أمامهم .
حاول أن تبتعد عن الأنانية وحب الذات ، فهي تجعلك منبوذاً يتجنبك الآخرون ، وحتى وإن ابتليت بها حاول أن تتخلص منها بالتدريج ، والأمر قد يبدو صعباً لكنه ليس مستحيلاً ، ودرب نفسك على ضبط أعصابك والابتعاد عن الغضب ، فالحلم مصدر سعادة لك لأنه يقربك من الناس في الدنيا ومن الله في الآخرة .
لا تكن لواماً ، ولا متبرماً كثير الحجج ، ولا مستكبراً ولا بخيلاً ، وإن أخطأت فبادر بالاعتذار، وتعامل مع الآخرين بصراحة ووضوح متلمساً اللطف واللين فيها ومبتعداً عن الوقاحة وقلة الذوق، وعليك بالحياء والتواضع فإنهما من سمات الأنبياء، وحاول أن تبتعد عن نقل الأخبار السيئة حتى لا يربط الناس بينك وبينها ، وتذكر أنه ليس كل ما يعلم يقال.
حاول أن تبدو متعاوناً مع الناس عندما يطلب منك المساعدة ، ولا تحرج أحداً في قضاء حاجاتك ، واحرص على استغلال المناسبات السعيدة في التهنئة ، ولا تنس المواساة في الأحداث المؤلمة ، ففي هاتين الحالتين ترسخ الأفعال والمواقف في الأذهان .
اختر الأوقات المناسبة دائماً لطلب حاجتك ، وإن حدث وإن صادف لك حاجة عند أحد وكان الوقت غير مناسباً فغض النظر عن طلبها فإن تفقدها خير لك من أن تفقد معها علاقتك بأحد .
إذا كنت واقفاً أو جالساً مع مجموعة وأردت الانصراف فاستأذن ولا تنصرف فجأة حتى وإن لم يكونوا يتحدثون معك ، وإذا توقفت عند بائع الصحف وشدك عنوان في أحدها فلا تلتقطها لتقرأ ، بل خذها وأدفع ثمنها ثم أقرأها بعيداً ، وإذا جلست إلى جوار أحد يقرأ كتاباً أو مجلة أو صحيفة فلا تسترق النظر إليها لتقرأ فهذا السلوكيات غير مقبولة في كل المجتمعات .
إذا هاتفت أحد معارفك فلا تطيل الحديث معه وأسأله عما إذا كان مشغولاً، وإذا هاتفك أوجز في كلامك ولا تتحدث معه في أمور يطول شرحها فقد يكون مشغولاً ويخجل أن يعتذر منك وحاول أن تجعل أمر إنهاء المحادثة في يده دائماً .
* * * * * * * * *
أيها الكرام .. إني لأعلم يقيناً أنكم تحملون القدر الكبير من الصفات الجميلة لكن ليس بمقدور أحدنا أن يكتفي من الفضل ، وأعلم أيضاً أن أغلب ما أتيت على ذكره سابقاً هو من الصعوبة بمكان ، لكن لا توجد سعادة بلا تعب ، ولا يوجد نجاح بلا جهد، فجني حب الناس محفوف بالمصاعب ، ولنضع في اعتبارنا أنه ليس شرطاً أن نطبق جميع الصفات الجليلة ، لكن لنأخذ منها ما نستطيع، وكلما رغبنا في الاستزادة وزيادة الرصيد ضاعفنا العمل ، ولنجعل التطبيق على مراحل ، إن محبة الناس لكم نعمة وسعادتكم بها لا تضاهيها سعادة .

حوار مع سيجاره

المذيعة: بعد السلام نقدم لكم ضيفتنا التي تدخل بيوتنا برضانا أو رغما عنا فنرى حملها صغارنا وكبارنا ...نراها بعدة أشكال وألوان ولها عدة نكهات ضيفتنا الحارقة ... نقدم السيجارة فأهلا وسهلا.

السيجارة: شكرا ...شكرا لهذا الترحيب وأنا مشتاقة جدا للجميع لمحبوبتهم التي لا غنى عني لديهم فنراهم يتركون نومهم لأجلي وبعضهم يلتقطون أعقابي من النفايات ومش بس كده أنا مع كل فخر أقرب للمرء من زوجه.

المذيعة: وكيف تقومين بكل هذه الإغراءات ؟

السيجارة: أقوم بتجدد دائم ومستمر فتراني أظهر بأشكال جديدة وجذابة أيضا ولي عدة أشكال وأحجام وكمان بعدة نكهات تناسب جميع الجنسيات من نساء وذكور وكبار وصغار ...لأن منزلي المثير وبألوانه الزاهية التي لا تقاوم فأنهم يحملوني في كل أوقاتهم فأنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أجيد فن الخداع.

المذيعة: ما هو هدفك من كل هذا
السيجارة: لي أهداف كثيرة منها تدمير حياتك...صحتك قدر استطاعتي من قلب ورئة ومثانة ... كما أنني أغلى من كل كنوزهم فأنا نفسي كنز.

المذيعة: كنز؟!! لماذا؟

السيجارة: الجميع يريد استخدامي مهما غلا سعري ويقدمونني في حفلاتهم الكبيرة والصغيرة بغض النظر عن رائحتي الكريهة ورمادي المتطاير بكل مكان وآثاري السلبية على الصغار والمرضى والأصحاء أيضا فأنا أهم من علبة اللبن ومن رغيف الخبز على الرغم من أهميتهم وتراني أتحكم بأرواحهم كما يتحكم السيد بعبيده وتراهم ينظفون من أجلي ولا ينزعجون مما أسببه من روائح وأمراض فأنا وأعوذ بالله من كلمة أنا أول شيء تفعله عندما تفتح عينيك في الصباح أن تستنشق من عطري وآخر شيء وقبل أن تغمض عينيك تقرأ بشفايفك قصيدة الحب والاشتياق حتى مجيء النهار.

المذيعة: ما مبدأ عملك؟

السيجارة: أنا أحمل ثاني أكسيد الكربون الذي تعشقه الخلايا أكثر من الأكسجين فتمتصه وتتلذذ به فأعيش في خلايا الشخص الذي يحبني وأسكن في رئتيه وأقوم بإنامة الشعيرات التي تعمل على طرد الأوساخ من الرئتين.

المذيعة: ما ردك لمن اتهمك بالمخربة؟

السيجارة: مخربة؟! طبعا أنا بريئة من هذا الاتهام ولا يستطيع أحد لومي على شيء ما فلو أحرقت منزلا فإن صديقتي النار تخفي آثاري في الهواء ولا يجرؤ أحد أن يوجه لي اللوم ...آه على صديقتي المخلصة التي أسعد كثيرا لرؤيتها فهي تعلم أنني أكره الكسل فنحن متفاهمات جدا نكمل بعضنا بعض بالحيوية والنشاط

المذيعة: وهل تعتقدين بأن هناك من يحبك رغم كل هذا ؟
السيجارة: طبعا ، من دون شك بدليل أن مصانع التبغ التي تتزايد في أنحاء العالم والتجارة بي رابحة دوما فتكلفتي بسيطة بالنسبة لسعري الباهض وهذا يسبب لهم ثروة هائلة.

المذيعة: ما هو تعليقك بالمثل القائل "يقتل القتيل ويمشي بجنازته" هل ينطبق عليك؟

السيجارة: مثل جميل ، بل هو المثل المفضل لدي فعندما يموت من يشرب سم النكوتين عبر أوراقي فأنه لا يكتب على شهادة الوفاة "مات بسبب التدخين" بل لأسباب طبيعية أي لن يذكرني أحد على الإطلاق هذا وقد يظهر له قبل وفاته الكثير من الأمراض مثل السعال والذبحة الصدرية والسرطان ...والمضحك أنه أثناء الجنازة تجد أصدقاؤه وأقرباؤه وأبناؤه الذين ورثوني يحملونني ويخففون حزنهم عن طريقي، فتخيلي ذلك!

المذيعة: وهل يشتكي منك أحد ؟

السيجارة: أعوذ بالله ! هل يجرؤ أحد ، بل يثبتون لي حبهم عمليا بأن يدخنوا أمام أطفالهم وآبائهم وهم أعز ما لهم ولأجلي يضحون بكل شيء ، بصحتهم وصحة أبناءهم ناهيك عن الافتقار المادي الذي يصيبهم من أجلي... وترى أسنانهم صفراء ورائحتهم من الخارج كريهة والالتهابات الحادة هذا غير الثقوب في ثيابهم وأثاثهم وأحيانا أثار حروقي على جلودهم ورغم كل هذا فأنا صديقة وفيه لهم يجدونني في كل وقت يحتاجونني فيه.

المذيعة: ما أسوء كابوس في حياتك؟ والذي يؤدي إلى تدميرك؟

السيجارة: التخلص مني ومقاومة اغراءاتي خاصة بالطرق الإسلامية ونشرات التوعية بين الشباب خاصة فتراني بعد تعب شديد من الإقناع والإغراءات الكثيرة يأتي مثقف واعي لينزع مني عرق جبيني فهذا الشيء لا يدمرني فقط بل يقتلني أيضاً.

المذيعة: هل من كلمة ختام لمدخنيك ؟

السيجارة: طبعا...طبعا... إلى كل أحبابي أنا جدا سعيدة بكم وأتمنى أن تزيدوا من عدد أصدقائي فأنا سأعتني بكم أكثر من أي شخص آخر وأستطيع أن أريحك من كل همومكم وآلامكم حتى من الحياة كلها إذا أردتم ذلك وأتمنى أن تورثوني لأبنائكم ولكم مني كل الحب.

مع تحياتي وأشواقي : محبوبتكم السيجارة

Sunday, November 2, 2008

طيبة منف او كما نعرف الاقصر

إنه في يوم الجمعة الموافق 10-10-2008 استقليت الطائرة من مطار القاهرة متجها جنوبا لأول مرة في حياتي هبط الطائرة في مطار الاقصر الدولي لاري جميل تصميم الانسان المصري من التصميمات التي توجد علي جدران المطار ثم استقليت السيارة التي ارسلها الفندق لاستبقالي ولاكن لسو حظي ان الجو كان مظلما فلم اتمكن من رئية جمال الطريقة ..أخريا وصلنا إلي مدينة قنا لاجد نهر النيل ليس كما اعرفه اعنه نهر حقا السيارة اخذت ما يقرب من العشر دقائق حتي اجتازت الكبري المار فوق النيل ووصلنا إلي الفندق بحمد لله فندق يظهر من الجهة الخلفة علي اعظم انهار العالم ومن شدة التعب لم اجد غير انني نمت علي السرير مبلابس حتي استيقزت في الصباح علي تلفون الشركة التي ساعمل بها واخذوني ودخلت دوامت العمل لمدة سبعت ايام ثم حاء يوم الخميس التالي وجاء الزملاء يدعوني لقائ العطلة الاسبوعية بمدينة الاقصر وعلي الفور وافقت وذهبت للنوم يوم الخميس واستقظنا في الصباح الباكر لنذهب إلي الاقصر طيبة منف كما يقول عامة الناس .
من الوهلة الاولي احسست بعبق الماضي في جو هذه المدينة الطرق الضيقة الممتلئة بالاشجار والتي يقف فيها رجال شرطة السياحة البواسل ساهرون ليلا ونهار لحماية حجاج صعيد مصر كما قالت سمية الالفي فيما بعد سنعمل ما قالت .. ولانني اغرب في مشاهدة معظم الاماكن هذه فتوجهنا مسرعين إلي البر الغربي لنهر النيل او ما يسمونهو حياة ما بعد الموت .
ذهبنا وصعدنا جبالا كتير ونزلناها ثانية لنذهب أولا إلي معبد الملكة حبشتسوت فعلا روعة التصميم وجمال الالوان وكبر حجم الصخور المعلقة ذهب بعقلي إلي كيف رفع هؤلاء الفراعنة الحجارة والصخور ما يقرب من 100 متر كيف وهم لا يملكون اوناش متقدم كالتي اتي بها زاهي حواس لنقل تمثال رمسيس الثاني من ميدان رمسيس بكوبري الليمون إلي نادي الرماية وإلي مثواه الاخير من وجهة نظري المتحف المصري الحديث ولكن تضغدينا علي هذا واستمرينا في التنزه ذهبا إلي معظم معابد البر الغربي ولكن كان لابد من الذهاب إلي البر الشرقي بر الحياة لنذهب إلي معبد الكرنك أو معبد الأله امون
أمون .... من هذا ؟0000 انه قطعة من الحجاة يعبدونا اقاموا لها مئات الامتار من المعابد معبد الكرنك هذا مصمم خصيصل لعبادة الاله امون لعنهم الله الكفرة الفاسقين ولكن ضغادينا عن جو الكفر والفسوق هذا لاجد صوت يوسف بيك وهبي يعلوي من خلفي ليقول انا رمسيس الثاني فرعون مصر عبدت الاله امون مئات السنين وعمرت مصر وحاربت من اجل مصر لا نعلم احارب من أجل مصر حقا ام حابر من اجل ان يقولو محارب وقد قالو يقول يوسف بيه علي لسان رمسيس لقد عمرت مصر وعشت طويل وخير دليل علي طول عمري لقد تركت من الابناء الذكور الاحياء من بعدي 86 ذكر وتركت من الاناث الاحياء 211 انثي تخيل معي ماذا كان يعاني الفقراء المصريون من هذا الفرعون ... لا اترك التخيل جابنا لناتي إلي عصرنا هذا ...عصر النهضة لولي امرنا اطاله الله في عمره ولدان اخذه كل شي جعلو 80 ميلون مصري جوعا غير المتشردين وخير الاصدقاء الذين فروا إلي السلطنة واللملكة والامارات والاستات إي الكويت وقطر والبحرين دول النفظ مع إحترام لهم انما المصري مصري في بلده وبره انت عارف أيه بيرجه ... نعود إلي الماضي من اكثر من 3000 عام تخيل ماذا فعل 86 ذكر و 211 انثي بالشعب المصري تخيل ما كان يعانيه المصريون من هذا الفرعون وأبنائه تخيلت ... نعود ... هؤلاء الفراعنة عذبوا ابائنا واجدادنا من المصرين القدماء وهذا العذاب واقع إلي يومنا هذا ياتي جميع اجناس الارض ليرو هذه الصخرة والعذاب حقا ... فراعنة .. ربنا يسترها عليها وميجون بعد كام الف سنة يتفرجو علي اللي عملو فيه العصر ده ربنا يسترها ..
واخيرنا انتهينا من التنزة في مدينة الاقصر واستقلينا عربية لنعود إلي دوامت العمل مرة ثانية في مدينة قنا ...
ولكن ما هذه ..قنا .. مدينة علي ضفاف النيل ليست سياحية بالدرجة الكافية ولكنها اروع المدن التي رايت انها تشبة شوراع لندا القديمة لا تعتقد انني ذهب إلي لندا اقدر الله إانما رأيتها في الافلام القديمة فقط شواع نظيفة ملئية بالاشجار اناس يحترمون القانون في الشارع قبل البيت والعمل كل المدينة منظمة حقا أجمل مدينة علي مستوي الشرق الاوسط في مهرجان دبي الدولي للعام 2006 هذا ما سمعت ..ولكن لابد من يوم ينتهي الحلم في يوم الجمعة صباحا إلي إن هبطت بي الطائرة بمطار القاهرة لنعود إلي الادخنة والغلاء وعدم احترام القانون وزحمة العمل ربنا معانا داحنا والله غلابة غلابة غلابة ... توقع أول مار أرت عيني بعدما خرجت من المطار ما يزيد عن 500 تاكسي واقف في محطة بنزين يريد ان يمون بنزين الغلابة اللي لغو من بلدنا وكمان ده مستوردينه من لبيا لبيا اه يالبيا .....


هارب من جهنم
31-10-2008

Thursday, October 30, 2008

حضرة المتهم أبي

فى احد الايام ...كنت جالس مع اهلى واسرتى واحبابى ...حتى سمعت طرق قوى على الباب ...فقمت فزعا ...فإذا بى اجد رجال الشرطة ...او زوار الليل ...لماذا جئتم...جئنا للبحث عن هذا المجرم القاتل ...انه ابيك


قاموا بأخذه فى منتصف الليل ...من بين اهله وناسه ...دون اى اعتبار لوقت او لمكان او حتى تهمة ....مبدأ او مقولة المتهم برىء حتى تثبت ادانته ....لم اراه يوما ...فهاهى الصحف قد كتبت ونشرت الخبر عن القاء القبض عليه ....امشى فى الشوارع فأجد من يسبنى ومن يلعن فى...وكل ذنبى انه ابى ...ابى البرىء منهم ومن كذبهم وافترائاتهم عليه ...ولكن هيهات


اجلس فى قاعة المحكمة...اجد النيابة تعدد التهم ....بدءا من احدى الحرائق الصغيرة فى احدى الشقق ...ومروروا بالعشرات من المصانع ...انتهاءا بمجلس الشورى والمسرح القومى فقمت صارخا كلا ...ليس ابى من يفعل هذا وذاك...ولكن دون جدوى ....فالحكم تم النطق به قبل ان يتكلم محامى الدفاع ....والناس وضعت المشانق له قبل اى شىء


هل عرفتموه....انه الماس الكعربائى

ابى

الأماكــــــن

الأماكــــــن




أماكـــــــــــن تمر بها


فتشم بها رائحه ماضيــــــــــك
فكأنها تعيد الزمن اليك بطقوسه بسويعاته بذكرياته

بأناس قاسموك يوما كل شيء حتى انفاسك







وأماكـــــــــــن تمر بها



فترى بها ملامح طفولتك

تلمح بها رفاقك الذين كبروا تنقب عن آثار براءتك عليها

تتبع خطوات شقاوتك على ارضها وتبتسم بمرارة

وتردد ((ليتنا لم نكبر))







وأماكـــــــــــن تمر بها



فتفتح لك دفاترك المغلقه

تستعرض امامك صفحاتك القديمه

تعيد اليك ما القيت به في خزانه الذاكرة معتمدا

وتمنيت مع زحمه الايام ان تنساه وتعلقت بطوق النسيان في

بحر الحياه كالغريق ولم تنسه







وأماكـــــــــــن تمر بها



فتكشف لك جرحك المستور

ويعتري أمامك جسد الذكرى المغطى برداء النسيــــــــــان

وتأتي اليك بارواح لوحت لها يوما مودعا

ولوحت لك باكيـــــــــــــه







وأماكـــــــــــن تمر بها



فتطفىء صفحاتك البيضـــــــــــاء

التي تفننت في زخرفتها وتنقيتها

وتستعرض امامك صفحات سوداء

تفننت في الهروب منها..وحاولت جاهدا مسحها من ذاكرة

تاريخك

متناسيا ان ذاكرة الاماكن لاتنسى ابدا







وأماكـــــــــــن تمر بها



فتناديك طرقاتها فيخيل إليك إنك تسمع أصوات

أصحابها الذين كانوا

تلتفت حولك وخلفك مرتعبا

فلا تلمح سوى بقايا تنبض بروح الامس

وكأنهم ماكانوا







وأماكـــــــــــن تمر بها



فتتمنى أن تختفـــــي من فوق الأرض وان يتم مسح

تضاريســـــها

تماما فعليها فقدت الكثير من نفسك

وعليها نحرت الكثير من قيمك

وعليها كانت البشاعه عنوان لـ إنسانيتك

وعليها كنت انت ليس انت







وأماكـــــــــــن تمر بها



فتغمض عينيك أمامها ألما

فهذه الأماكـــــــــــــــــن كانت يوما تعني لك الكثير

أحتوت احلامك في مهدها كالام

وربتت على حزن أيامك كالوطن

وسترت مشاعرك

ومنحتك الفرح والأمان بلاحـــــــدود







وأماكـــــــــــن تمر بها



فتشعر بالغصه تتسلل الى اعماقك

وتشعر بالمرارة تستقر في فمك فهنا احببت يوما

وهنا كان لقاؤك الاول يوما

وهنا كان انكسارك الاول يوما







وأماكـــــــــــن تمر بها



فينحرك المرور بها نحرا

فهنا كنت أجمــــــــــل

هنا كنت أصغــــــــــر

هنا كنت أنقـــــــــى

هنا كنت أصــــــــدق

وهنا كنت أطهـــــــر

فتعود منها محملا بكل الأشيـــــــــــــاء

الا نفســــــــــــــك

كيف ترجو الخلود ؟

كيف ترجو الخلود ؟


مالي رأيتك راكبا لهواك ................... اظننت ان الله ليس يراكا ؟
انظر لنفسك فالمنيه حيث ما ...................وجهت واقفة هناك حذاكا
خذ من حراكك للسكون بخطه ............. من قبل ان لا تستطيع حراكا
للموت داع مزعج , وكانه .................... قد قام بين يديك ثم دعاكا
وليوم فقرك عدة ضيعتها ....................والمرء افقر ما يكون هناكا
لتجهزن جهاز منقطع القوى................. ولتشحطن عن القريب نواكا
وليسلمنك كل ذي ثقه وان..................ناداك باسمك , ساعه ,فبكاكا
زلت توعظ كي تفيق من الصبا .............. وكأنما يعني بذاك سواكا
قد نلت من مرح الشباب وسكره ............ولقد رايتك الشيب كيف نعاكا
ومن السعادة ان تعف عن الخنا ............ وتنيل خيرك او تكف اذاك

هل تعلم لماذا لاينشرح صدرك

هل تعلم لماذا لاينشرح صدرك ويزول همك رغم انك تصلي وتقرأ القرآن وربما صمت وتصدقت ؟


الكثير منا يصلي ويصوم ويقرأ القرآن وربما أكثر من الذكر

ومع ذلك يشعر أن حاله لا يتغير كثيرا وهمه إن أبعد عنه شبرا عاد أخرى والتصق

وأنه كما هو لا أثر لذلك كله....

هل تعرفون السبب ؟؟


السبب بكل وضوح في القلب


ويعود كله إلى أننا تعبدنا الله بجوارحنا وعطلنا (عبادة القلوب) وهي الغاية وعليها المدار ,والأعمال القلبية لها منزلة وقدر، وهي في الجملة أعظم من أعمال الجوارح


إننا حين نصلي صعود وقيام تتحرك جوارحنا لكن ...قلوبنا لا تصلي فهي لاهية لا متدبرة ولا خاشعة
فلا يكون لصلاتنا أثر ولا معنى

فلا هي تنهانا على المنكر ولا هي تجلو عن قلوبنا الهم وعلى المشاق تعين.

وكذلك في تلاوتنا للقرآن الكريم فكيف هي أوضاعنا .....

ألسنا نفتح المصحف وتتحرك شفاهنا وتعلوا أصواتنا وقلوبنا تجول في الدنيا فهي لم تقرأ معنا؟؟

وكذلك في صيامنا فلا استشعار واحتساب وكف للنفس عن اللغو والصخب وتدبر أمر الله واستشعار الخضوع له.
...

المسألة كبيرة جدا فمن أراد السعادة والثمار الحقيقية من طاعة الله جل جلاله فليتعبد بالقلب مع الجوارح (فإن صلح صلح سائر الجسد)

وقد نحسن الصلاة والصدقة والعمرة وغيره بجوارحنا لكن لانحسن عبادة القلب


فمع أن عبادات الجوارح صلاحها في اتصال القلب وقيامه معها

كذلك له عبادات مستقلة كالتوكل , و الحب , وحسن الظن , والصبر , والرضى عن الله , وتعظيمه جل جلاله وووغيره

إن قلوبنا تغرق.....في الدنيا فقط


هل تعلمنا مايجب لربنا في قلوبنا ؟؟

أم أننا عطلنا القلب فلا توكل ولا تفويض ولا صبر ولا حسن ظن إن أصابنا ضر هلعنا وجزعنا وأكثرنا الشكوى والأنين ولربما والعياذ بالله تسلل للقلب القنوط




... الله لا ينظر إلى أجسادنا ولكن ينظر إلى قلوبنا التي في الصدور

فاسالوا أنفسكم كيف هي عبادة قلبي؟؟

هل قلبي قائما بعباداته؟؟


هل أنا توكلت على الله حق توكل وصدقت في الإعتماد عليه وتفويض الأمر إليه , أم أني أثق في كفاية الخلق أكثر؟

هل أنا أمتلىء حبا لله وخشية منه ورجاء له وحده؟


كيف قلبي مع الصبر والرضى عن الله جل جلاله؟


نحتاج للمجاهدة فالقلب سريع التقلب ومن ظفرت بعبادات القلب سعدت بالحياة الحقيقية

فانصحكم ...

أولا بالعلم في أعمال القلوب ها نحن ندير محركات البحث (جوجل ) وغيره فيما نهوى من الدنيا فهلا استخدمناها لمعرفة أعمال القلوب وكيف نتوكل وكيف نصبر وكيف نرضى وكيف نحبه جل جلاله وووو ليقوم القلب بالعبادات التي أرادها وخلقه المولى جل جلاله لها


قال ابن تيمية رحمه الله

'فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا يسر ولا يطيب، ولا يطمئن ولا يسكن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه

لمـاذا تكـره شكـلك؟

الجواب.. باختصار: لأنك لا تملك أي خيار فيه*******
فلو كان لنا خيار في ملامحنا وأجسادنا لتمكنا من تعديلها وتغييرها حسب معايير الجمال التي نؤمن بها.. وحينها ربما.. وأقول ربما.. نصل إلى مرحلة الرضا والقناعة ونواجة مرآة الحمام بثقة أكبر
وكنت أتمنى الادعاء أنني أول من اكتشف "الجواب" ولكنه خطر ببالي بعد قراءة بيت شعر بليغ قاله حسان بن ثابت في المصطفى صلى الله عليه وسلم: خلقت مبرأً من كل عيب.. كأنك قد خلقت كما تشاء *******
ولأنه ليس لنا في عيوبنا مشيئة أو اختيار نعاني جميعنا من عقدة نقص تجاه أشكالنا وملامحنا.. الفرق الوحيد أن عقدة النقص هذه قد تكون خفيفة لدى البعض.. بحيث لا تؤثر على حياته أو ثقته بنفسه.. وكبيرة لدى البعض الآخر.. لدرجة تحولها الى عقدة نفسية تؤثر على شخصيته وعلاقته بالمجتمع.. والمصابون بوسواس القبح والبشاعة يقضون أوقاتاً طويلة أمام المرآة متذمرين من ملامحهم، فيرى بعضهم أنفه ضخماً، والآخر بشرته دميمة والثالث شفته غليظة والرابع جبهته نافرة.. وفي الأغلب لا يكون لهذا الاعتقاد أصل حقيقي - أو لا يلفت انتباه الناس - ولكنه تحول الى وسواس نفسي يقض مضجع صاحبه.. وكان أحد أطباء التجميل قد أخبرني عن سيدة دخلت عليه في العيادة فلاحظ على الفور بشاعة أنفها وانحرافه الكبير نحو اليسار . وقبل أن تجلس بدأت تتحدث عن مشكلتها وكيف أن لديها عيب في وجهها يؤرقها ويؤثر على حياتها ويمنعها من مقابلة الناس.. وحين سألها : وما هذا العيب - وكان واثقاً من مكانه - أزاحت خصلة جانبية من شعرها وقالت هذا.. وكان بروز عظمي صغير فوق الإذن*******
وأذكر أيضا أنني شاهدت حلقة من برنامج المذيعة أوبرا استضافت فيه نساء ورجالاً يعانون من كراهية أنفسهم بشكل مرضي وخطير.. والعجيب أنهم جميعهم كانوا على قدر كبير من الوسامة والجمال، وكأنهم اختيروا عمداً لتأكيد الأصل النفسي لهذه المشكلة.. فهناك مثلاً فتاة في التاسعة عشرة من عمرها - تستحق الترشح لمسابقات الجمال - ومع هذا كانت مصابة بكراهية الذات وترى نفسها أبشع مخلوقة في الكون.. وهناك سيدة أخرى تضخم لديها الشعور بالقبح والدمامة لدرجة حبست نفسها في غرفتها لأربع سنوات -وحين تخرج للحمام تغطي وجهها بوشاح أسود*******
والمصابون بهذه الحالة يتجاوزون اليوم عشرة ملايين شخص في أمريكا وحدها.. وهم يدمنون النظر في المرآة ساعات طويلة - ويعتقد نصفهم أنهم دميمون لدرجة تمنعهم من مغادرة المنزل. ومع أن الحالة تصيب كلا الجنسين إلا أنها تنتشر لدى النساء بنسبة أكبر.. لدرجة الاعتقاد أن 90% من النساء يعانين من وسواس واحد على الأقل.. وقد تبدأ المشكلة بشكل بسيط.. من خلال حرص المرأة على حمل مرآة صغيرة في حقيبتها بشكل دائم.. وتتضخم لدرجة شعورها بضرورة البحث عن: مرآة أكبر.. حين تكون في الأسواق والأماكن العامة
وفي الحقيقة؛ لا أبالغ إن قلت أن مدخل المشكلة يكمن في "المرآة" التي يجب كسرها في حال بلغ الهوس أقصاة، وتجاهلها في حال التركيز في عنصر جسدي واحد*******

فجـوة بيـن جيليــن‏

سألت‏ ‏توفيق‏ ‏الحكيم‏: ‏ماهو‏ ‏الفرق‏ ‏بين‏ ‏إسماعيل‏ ‏ابنك‏ ‏وبينك‏؟
فأجاب‏ ‏الحكيم‏: ‏اسماعيل‏ ‏ابني‏ ‏عاش‏ ‏في‏ ‏زمن‏ ‏غير‏ ‏زمني‏.. ‏لا‏ ‏هو‏ ‏أحسن‏ ‏ولا‏ ‏أنا‏ ‏أسوأ‏.. ‏نحن‏ ‏مختلفان‏.. ‏عندما‏ ‏كانوا‏ ‏يسألون‏ ‏الواحد‏ ‏منا‏ : ‏ماهو‏ ‏الشيء‏ ‏أو‏ ‏الحيوان‏ ‏الذي‏ ‏إذا‏ ‏عبر‏ ‏البحر‏ ‏فإنه‏ ‏لا‏ ‏يبتل‏؟
كان‏ ‏جيلي‏ ‏يجيب‏: ‏انه‏ ‏العجل‏ ‏في‏ ‏بطن‏ ‏أمه‏.. ‏ولكن‏ ‏جيل‏ ‏اسماعيل‏ ‏ابني‏ ‏يقول‏: ‏إنها‏ ‏الطائرة‏ !!‏
والإجابتان‏ ‏صحيحتان‏.. ‏فلا‏ ‏راكب‏ ‏الطائرة‏ ‏ولا‏ ‏الطائرة‏ ‏تبتل‏ ‏اذا‏ ‏عبرت‏ ‏المحيط‏.. ‏وكذلك‏ ‏العجل‏ ‏في‏ ‏بطن‏ ‏أمه‏ ‏لا‏ ‏يبتل‏ ‏اذا‏ ‏أمه‏ ‏خاضت‏ ‏إحدى‏ ‏الترع‏ ‏أو‏ ‏أحد‏ ‏المصارف‏..‏
ولا‏ ‏الحوت‏ ‏في‏ ‏بطن‏ ‏أمه‏ ‏وهو‏ ‏يعبر‏ ‏به‏ ‏المحيطات‏..‏
المعنى‏ ‏واحد‏.. ‏ولكن‏ ‏الاسلوب‏ ‏مختلف‏.. ‏والاختلاف‏ ‏جاء‏ ‏من‏ ‏تطور‏ ‏الصورة‏ ‏أمام‏ ‏الإنسان‏..‏
‏قال طه حسين: نحن تحت‏ ‏سقف‏ ‏واحد‏ ‏وفي‏ ‏زمن‏ ‏واحد‏.. ‏ونتعايش‏ ‏مختلفين‏ ‏لا‏ ‏متعارضين‏ ‏ونتقاسم‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏دون‏ ‏استخدام‏ ‏السيف‏ ‏أو‏ ‏السكين‏.‏
بالضبط‏ ‏ما‏ ‏قاله‏ ‏طه‏ ‏حسين‏ ‏هو‏ ‏مايحدث‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏جيل‏.. ‏أو‏ ‏بين‏ ‏جيل‏ ‏وجيل‏..‏
*******
هناك‏ ‏فجوة‏.. ‏مسافة‏.. ‏ولكنها‏ ‏ليست‏ ‏هوة‏ ‏نزاع‏ ‏ولا‏ ‏هاوية‏ ‏صراع‏.. ‏ويحدث‏ ‏دائما‏ ‏أن‏ ‏ينسى‏ ‏الآباء‏ ‏أنهم‏ ‏كانوا‏ ‏صغارا‏.. ‏وينسى‏ ‏الصغار‏ ‏أنهم‏ ‏سوف‏ ‏يكونون‏ ‏كبارا‏ ‏يستنكرهم‏ ‏أبناؤهم‏ !!‏
مثل‏ ‏موج‏ ‏البحر‏.. ‏هذه‏ ‏الموجة‏ ‏تطغى‏ ‏وتكتسح‏ ‏الأمواج‏ ‏الصغيرة‏ ‏التي‏ ‏سبقتها‏ ‏الى‏ ‏الشاطئ‏, ‏وفي‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏تطاردها‏ ‏موجة‏ ‏أكبر‏, ‏وهكذا‏ ‏إلى‏ ‏ما‏ ‏لا‏ ‏نهاية‏.. ‏وهذا‏ ‏هو‏ ‏الزمن‏.. ‏هو‏ ‏التاريخ‏.. ‏موجات‏ ‏بعد‏ ‏موجات‏.. ‏تضرب‏ ‏الشاطئ‏ ‏ولا‏ ‏تزحزحه‏.. ‏فلا‏ ‏الشاطئ‏ ‏تحرك‏, ‏ولا‏ ‏الموج‏ ‏سكن‏..‏
وكان‏ ‏الملك‏ ‏سليمان‏ ‏ـ‏ ‏عليه‏ ‏السلام‏ ‏ـ‏ ‏يندهش‏.. ‏كيف‏ ‏أن‏ ‏الأنهار‏ ‏تصب‏ ‏في‏ ‏البحار‏.. ‏لا‏ ‏الأنهار‏ ‏جفت‏ ‏ولا‏ ‏البحار‏ ‏امتلأت؟‏ ‏وكان‏ ‏يعجب‏ ‏لذلك‏.. ‏فلم‏ ‏يكن‏ ‏قد‏ ‏عرف‏ ‏ان‏ ‏هناك‏ ‏قانونا‏ ‏لتبخر‏ ‏المياه‏.. ‏الشمس‏ ‏تبخر‏ ‏مياه‏ ‏البحر‏, ‏والبخار‏ ‏يتحول‏ ‏الي‏ ‏سحاب‏ ‏يسقط‏ ‏مطرا‏.. ‏والمطر‏ ‏يملأ‏ ‏الأنهار‏ ‏التي‏ ‏تتجه‏ ‏الى‏ ‏البحار‏.. ‏وهي‏ ‏دائرة‏ ‏لها‏ ‏أول‏ ‏وآخر‏.. ‏ولكن‏ ‏هذه‏ ‏الحركة‏ ‏الدائرية‏ ‏لا‏ ‏تنتهي‏..‏
وان‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏خلاف‏ ‏بين‏ ‏الأجيال‏.. ‏فلأن‏ ‏كل‏ ‏جيل‏ ‏يرى‏ ‏أنه‏ ‏على‏ ‏صواب‏.. ‏ومادام‏ ‏هو‏ ‏على‏ ‏صواب‏, ‏فهو‏ ‏وحده‏.. ‏أما‏ ‏الجيل‏ ‏الأخير‏ ‏فهو‏ ‏خاطئ‏.. ‏الصغار‏ ‏يقولون‏: ‏ان‏ ‏الكبار‏ ‏خاطئون‏.. ‏وانهم‏ ‏لا‏ ‏يفهمون‏.. ‏والكبار‏ ‏يرون‏ ‏أن‏ ‏الصغار‏ ‏لم‏ ‏يدركوا‏ ‏ولم‏ ‏يفهموا‏ ‏بعد‏..‏
وبدلا‏ ‏من‏ ‏ان‏ ‏يقول‏ ‏الصغار‏: ‏ان‏ ‏تجاربهم‏ ‏أقل‏ ‏ومعارفهم‏ ‏لاترقي‏ ‏إلى‏ ‏مستوى‏ ‏اليقين‏ ‏العلمي‏, ‏فهم‏ ‏يفسرون‏ ‏ذلك‏ ‏بشيء‏ ‏آخر‏.. ‏وهو‏ ‏ان‏ ‏الكبار‏ ‏يكرهون‏ ‏الصغار‏.. ‏ويحقدون‏ ‏على‏ ‏شبابهم‏ ‏وعلي‏ ‏ان‏ ‏المستقبل‏ ‏لهم‏... ‏أما‏ ‏الكبار‏ ‏فقد‏ ‏راحت‏ ‏عليهم‏... ‏وهم‏ ‏حريصون‏ ‏على‏ ‏ذلك‏ ‏ولايطيقون‏ ‏أن‏ ‏يروا‏ ‏الذين‏ ‏لهم‏ ‏مستقبل‏.. ‏الذين‏ ‏هم‏ ‏قادمون‏.. ‏بينماهم‏ ‏ذاهبون‏.‏
*******
ولذلك‏ ‏يصبح‏ ‏التفاهم‏ ‏صعبا‏ ‏بين‏ ‏جيلين‏.. ‏أي‏ ‏جيلين‏.. ‏أي‏ ‏أب‏ ‏وابن‏ ‏واي‏ ‏أم‏ ‏وابنة‏.. ‏في‏ ‏كل‏ ‏بيت‏ ‏وفي‏ ‏كل‏ ‏زمن‏.. ‏وقصة‏ ‏نوح‏ ‏ـ‏‏عليه‏ ‏السلام‏‏ـ‏ ‏وولده‏ ‏هي‏ ‏قصة‏ ‏الأجيال‏ ‏الأزلية‏ ‏الأبدية‏.. ‏الخلاف‏ ‏بين‏ ‏نوح‏ ‏وبين‏ ‏ابنه‏.. ‏الأب‏ ‏يطلب‏ ‏منه‏ ‏ان‏ ‏يركب‏ ‏السفينة‏ ‏معه‏.. ‏لأن‏ ‏نوح‏ ‏قد‏ ‏علم‏ ‏من‏ ‏الله‏ ‏لماذا‏ ‏صنع‏ ‏السفينة‏.. ‏وانها‏ ‏لنجاة‏ ‏نوح‏ ‏وأولاده‏... ‏ولأن‏ ‏الله‏ ‏يريد‏ ‏خلقا‏ ‏جديدا‏.. ‏وان‏ ‏نوح‏ ‏هو‏ ‏آدم‏ ‏الثاني‏..‏ أي‏: ‏أبو‏ ‏البشرية‏ ‏الجديدة‏.. ‏ولكن‏ ‏ابن‏ ‏نوح‏ ‏لايعلم‏.. ‏وانما‏ ‏هو‏ ‏مخالف‏ ‏لوالده‏.. ‏عنيد‏ ‏لايصدقه‏.. ‏لأن‏ ‏الأب‏ ‏ـ‏‏أي‏ ‏الجيل‏ ‏القديم‏‏ـ‏ ‏يكره‏ ‏الجيل‏ ‏الجديد‏.. ‏فسوء‏ ‏الظن‏ ‏والشك‏ ‏والغرور‏ ‏دفع‏ ‏الابن‏ ‏إلى‏ ‏أن‏ ‏يلقي‏ ‏بنفسه‏ ‏في‏ ‏الماء‏ ‏وأن‏ ‏يسبح‏ ‏إلى‏ ‏جبل‏ ‏يحميه‏ ‏من‏ ‏الطوفان‏.. ‏ولم‏ ‏يصدق‏ ‏والده‏ ‏عندما‏ ‏قال‏ ‏له‏: ‏انه‏ ‏لاتوجد‏ ‏جبال‏.. ‏ولن‏ ‏يعصمه‏ ‏شيء‏ ‏من‏ ‏الغرق‏ ‏إلا‏ ‏سفينة‏ ‏نوح‏.. ‏ولكن‏ ‏الابن‏ ‏فضل‏ ‏أن‏ ‏يموت‏ ‏غرقا‏ ‏باختياره‏ ‏على ‏أن‏ ‏يعيش‏ ‏بفضل‏ ‏والده‏.. ‏على‏ ‏أن‏ ‏يعيش‏ ‏ويمتن‏ ‏لوالده‏ ‏على‏ ‏ذلك‏.. ‏فغرق‏ ‏ابن‏ ‏نوح‏.. ‏ويغرق‏ ‏كل‏ ‏يوم‏ ‏ألوف‏ ‏الأبناء‏ ‏لأنهم‏ ‏لايريدون‏ ‏اعتمادا‏ ‏على‏ ‏آبائهم‏, ‏ولايريدون‏ ‏الامتنان‏ ‏لهم‏ ‏أيضا‏..‏
حتى‏ ‏الذين‏ ‏لاينفصلون‏ ‏عن‏ ‏آبائهم‏ ‏ويعيشون‏ ‏على‏ ‏أموال‏ ‏آبائهم‏ ‏وفي‏ ‏بيوت‏ ‏آبائهم‏, ‏يؤكدون‏ ‏لأنفسهم‏: ‏انه‏ ‏رغم‏ ‏اعتمادهم‏ ‏ماديا‏ ‏على‏ ‏آبائهم‏, ‏فإن‏ ‏لهم‏ ‏أفكارا‏ ‏مستقلة‏.. ‏ولهم‏ ‏حرية‏ ‏رأي‏
أي‏ ‏انه‏ ‏يجلس‏ ‏على‏ ‏حجر‏ ‏والديه‏ ‏وفي‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏يقول‏: ‏وايه‏ ‏يعني؟‏! ‏فمن‏ ‏الواجب‏ ‏على‏ ‏والدي‏ ‏ان‏ ‏يقدم‏ ‏لي‏ ‏الطعام‏ ‏والشراب‏ ‏والمسكن‏.. ‏وإلا‏ ‏مامعنى ‏أن‏ ‏أتى‏ ‏بي‏ ‏إلى‏ ‏هذه‏ ‏الدنيا‏... ‏هل‏ ‏يكون‏ ‏سببا‏ ‏في‏ ‏وجودي‏ ‏ثم‏ ‏يلقي‏ ‏بي‏ ‏في‏ ‏الشارع‏.. ‏ثم‏ ‏انه‏ ‏ليس‏ ‏معنى‏ ‏ذلك‏ ‏ان‏ ‏يشتريني‏ ‏بفلوسه‏.. ‏وان‏ ‏يحكم‏ ‏ويتحكم‏.. ‏فأنا‏ ‏حر‏.. ‏وفي‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏فإنني‏ ‏على‏ ‏خلاف‏ ‏مع‏ ‏أبي‏ ‏وأمي‏... ‏لسبب‏ ‏لا‏ ‏دخل‏ ‏لي‏ ‏فيه‏.. ‏فالأم‏ ‏لاتريد‏ ‏ان‏ ‏تكف‏ ‏عن‏ ‏الأمومة‏.. ‏والأب‏ ‏لايريد‏ ‏أن‏ ‏ينهي‏ ‏دوره‏ ‏كأب‏.. ‏ولذلك‏ ‏فهما‏ ‏يتدخلان‏ ‏في‏ ‏حياتي‏.. ‏ويوصيان‏ ‏بما‏ ‏لا‏ ‏أحب‏ ‏ولا‏ ‏أطيق‏.. ‏وأنا‏ ‏لا‏ ‏أحب‏ ‏ذلك‏..‏
*******
ومعنى‏ ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏الأبناء‏ ‏يرون‏ ‏أن‏ ‏الأب‏ ‏والأم‏ ‏مرغمان‏ ‏على‏ ‏أن‏ ‏يقدما‏ ‏كل‏ ‏شيء‏.. ‏بشرط‏ ‏ألا‏ ‏يتدخلا‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏الابن‏.. ‏يعني‏: ‏يقدمان‏ ‏له‏ ‏الفلوس‏ ‏ويجب‏ ‏ألا‏ ‏يسألاه‏: ‏أين‏ ‏ينفق‏ ‏هذه‏ ‏الأموال؟‏ ‏فهذا‏ ‏تدخل‏.. ‏وهذا‏ ‏التدخل‏ ‏اعتداء‏ ‏على‏ ‏الحرية‏... ‏ومعناه‏ ‏ان‏ ‏الطعام‏ ‏والشراب‏ ‏والمسكن‏ ‏والفلوس‏ ‏ليست‏ ‏إلا‏ ‏رشوة‏ ‏يقدمها‏ ‏الأب‏ ‏والأم‏ ‏لكي‏ ‏يتحكما‏ ‏في‏ ‏الابن‏.. ‏ولكي‏ ‏يسكت‏!!‏
والأب‏ ‏والأم‏ ‏يقولان‏: ‏إن‏ ‏الأبناء‏ ‏يبتزونهم‏.. ‏فالأبناء‏ ‏يستغلون‏ ‏ضعف‏ ‏الأب‏ ‏والأم‏ ‏وحبهما‏ ‏للأولاد‏ ‏أسوأ‏ ‏استغلال‏, ‏ويرون‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الحب‏ ‏ضعفا‏, ‏وإذا‏ ‏أراد‏ ‏الأب‏ ‏والأم‏ ‏أن‏ ‏يمارسا‏ ‏الحب‏ ‏والعطف‏ ‏وأن‏ ‏يقبل‏ ‏الأبناء‏ ‏ذلك‏, ‏فليدفعوا‏ ‏الثمن‏.. ‏
كان‏ ‏الشاعر‏ ‏كامل‏ ‏الشناوي‏ ‏يقول‏:‏
اشتري‏ ‏الحب‏ ‏بالعذاب
اشتريه‏ ‏فمن‏ ‏يبيع؟‏!‏
فالآباء‏ ‏والأمهات‏ ‏على‏ ‏استعداد‏ ‏دائم‏ ‏لأن‏ ‏يشتروا‏ ‏الحب‏ ‏بالعذاب‏, ‏وبالطعام‏ ‏والشراب‏ ‏والمسكن‏ ‏والاستسلام‏ ‏لعناد‏ ‏الأبناء‏
ثم‏ ‏يستغل‏ ‏الأبناء‏ ‏الخلاف‏ ‏بين‏ ‏الأب‏ ‏والأم‏.. ‏والمثل‏ ‏يقول‏: ‏ان‏ ‏الأم‏ ‏تعشش‏ ‏والأب‏ ‏يطفش‏
أي‏ ‏ان‏ ‏الأم‏ ‏تحتضن‏ ‏الأطفال‏ ‏مهما‏ ‏فعلوا‏ ‏لكي‏ ‏يبقوا‏ ‏في‏ ‏البيت‏ ‏أو‏ ‏في‏ ‏حضانة‏ ‏الأم‏.. ‏أما‏ ‏الأب‏ ‏فلا‏ ‏صبر‏ ‏له‏ ‏وليس‏ ‏ضعيفا‏ ‏كالأم‏.. ‏انه‏ ‏قوي‏ ‏باطش‏.. ‏ولذلك‏ ‏فالأبناء‏ ‏يهربون‏ ‏منه‏.. ‏والأم‏ ‏هي‏ ‏التي‏ ‏تجمعهم‏
ولكن‏ ‏هذا‏ ‏الرأي‏ ‏ليس‏ ‏صحيحا‏.. ‏ربما‏ ‏كان‏ ‏الأب‏ ‏منطقيا‏ ‏ويريد‏ ‏ان‏ ‏يربي‏ ‏أولاده‏ ‏بشدة‏ ‏وصلابة‏.. ‏ولكن‏ ‏الأم‏ ‏لأنها‏ ‏رقيقة‏ ‏القلب‏, ‏ولأنها‏ ‏لاتقوى‏ ‏على‏ ‏غياب‏ ‏الأبناء‏ ‏أو‏ ‏هربهم‏ ‏أو‏ ‏على‏ ‏مجرد‏ ‏زعلهم‏, ‏فإن‏ ‏الذي‏ ‏يرفضه‏ ‏الآباء‏ ‏علنا‏, ‏تنفذه‏ ‏الأم‏ ‏سرا‏.. ‏فالأب‏ ‏اذا‏ ‏أعطى‏ ‏قرشا‏ ‏علنا‏, ‏فإن‏ ‏الأم‏ ‏تعطي‏ ‏قرشين‏ ‏سرا‏.. ‏وهكذا‏ ‏تبدو‏ ‏الأم‏ ‏أرحم‏, ‏بينما‏ ‏يبدو‏ ‏الأب‏ ‏أعنف‏
ويختلف‏ ‏الأب‏ ‏والأم‏ ‏على‏ ‏تربية‏ ‏الأولاد‏.. ‏وعلى‏ ‏المبادئ‏ ‏التي‏ ‏يجب‏ ‏التمسك‏ ‏بها‏
وتوفيق‏ ‏الحكيم‏ ‏له‏ ‏حكاية‏.. ‏فقد‏ ‏طلب‏ ‏منه‏ ‏ابنه‏ ‏اسماعيل‏ ‏أن‏ ‏يشتري‏ ‏له‏ ‏جيتارا‏ ‏بدلا‏ ‏من‏ ‏الذي‏ ‏تحطم‏.. ‏وكان‏ ‏ثمن‏ ‏الجيتار‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏خمسة‏ ‏آلاف‏ ‏جنيه‏.. ‏دفعها‏ ‏توفيق‏ ‏الحكيم‏ ‏وكانت‏ ‏له‏ ‏شروط‏, ‏وهو‏ ‏ان‏ ‏يدفعها‏ ‏اسماعيل‏ ‏على‏ ‏شهور‏, ‏كل‏ ‏شهر‏ ‏يدفع‏ ‏مائتي‏ ‏جنيه‏.. ‏واشترط‏ ‏الحكيم‏ ‏ان‏ ‏يأخذ‏ ‏على‏ ‏ابنه‏ ‏كمبيالات‏.. ‏اذا‏ ‏دفع‏ ‏المبلغ‏ ‏اعطاه‏ ‏الكمبيالة‏.. ‏وكان‏ ‏يجلس‏ ‏في‏ ‏مقعد‏ ‏عند‏ ‏أول‏ ‏كل‏ ‏شهر‏ ‏أمام‏ ‏غرفة‏ ‏اسماعيل‏.. ‏ولايذهب‏ ‏الحكيم‏ ‏إلى ‏مكتبه‏, ‏إلا‏ ‏اذا‏ ‏دفع‏ ‏اسماعيل‏ ‏المبلغ‏ ‏وتسلم‏ ‏الكمبيالة ‏كل‏ ‏شهر‏
وفي‏ ‏يوم‏ ‏سألت‏ ‏الحكيم‏ ‏فقال‏: ‏ان‏ ‏اسماعيل‏ ‏يدفع‏ ‏بانتظام‏ ‏ولابد‏ ‏أن‏ ‏يفعل‏ ‏ذلك‏.. ‏ان‏ ‏يعتمد‏ ‏على‏ ‏نفسه‏.. ‏ويأخذ‏ ‏ويعطي‏.. ‏ولم‏ ‏يحدث‏ ‏أن‏ ‏تهرب‏ ‏من‏ ‏ذلك‏
وكان‏ ‏الحكيم‏ ‏سعيدا‏ ‏بهذا‏ ‏الانضباط‏.. ‏وكان‏ ‏يروي‏ ‏ذلك‏ ‏على‏ ‏ان‏ ‏هذه‏ ‏هي‏ ‏التربية‏ ‏وإلا‏ ‏فلا‏
وسألت‏ ‏اسماعيل‏ ‏فقال‏ ‏ضاحكا‏: ‏ان‏ ‏والدي‏ ‏ينتظرني‏ ‏حتى‏ ‏أدفع‏.. ‏ولكن‏ ‏لو‏ ‏نظر‏ ‏والدي‏ ‏إلى‏ ‏الفلوس‏ ‏التي‏ ‏أعيدها‏ ‏إليه‏ ‏بشيء‏ ‏من‏ ‏العناية‏ ‏لوجد‏ ‏ان‏ ‏هذه‏ ‏الفلوس‏ ‏هي‏ ‏هي‏ ‏لم‏ ‏تتغير‏ ‏من‏ ‏شهور‏.. ‏فأنا‏ ‏أعطي‏ ‏الفلوس‏ ‏لأبي‏, ‏وهو‏ ‏يعطيها‏ ‏لأمي‏, ‏وأمي‏ ‏تضعها‏ ‏في‏ ‏جيبي‏.. ‏انه‏ ‏نفس‏ ‏المبلغ‏
*******‏
إن‏ ‏توفيق‏ ‏الحكيم‏ ‏اراد‏ ‏أن‏ ‏يرسي‏ ‏قواعد‏ ‏الواجب‏ ‏والحق‏.. ‏الابن‏ ‏له‏ ‏حقوق‏ ‏وعليه‏ ‏واجبات‏.. ‏ولكن‏ ‏المسافات‏ ‏بين‏ ‏ضعف‏ ‏الأم‏ ‏وقوة‏ ‏الأب‏ ‏ينفذ‏ ‏منها‏ ‏الأبناء‏ ‏ويوسعونها‏ ‏حتى‏ ‏تكون‏ ‏فجوة‏.. ‏وجفوة‏.. ‏وقد‏ ‏يؤدي‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏إلى‏ ‏طلاق‏.. ‏الى‏ ‏انهيار‏ ‏الأسرة‏ ‏فوق‏ ‏رءوس‏ ‏الأبناء‏.. ‏وتتفرق‏ ‏بهم‏ ‏الطرق‏ ‏إلى‏ ‏الحاضر‏ ‏والمستقبل‏
واذا‏ ‏كانت‏ ‏الأم‏ ‏لاتعمل‏ ‏فهي‏ ‏وحدها‏ ‏التي‏ ‏تنفرد‏ ‏بالأولاد‏ ‏وتأمر‏ ‏وتنهي‏: ‏فهي‏ ‏المدرس‏ ‏والطبيب‏ ‏ورجل‏ ‏الدين‏, ‏وهؤلاء‏ ‏الثلاثة‏ ‏ليست‏ ‏لهم‏ ‏شعبية‏ ‏عند‏ ‏الأطفال‏ ‏صغارا‏ ‏وكبارا‏.. ‏فهؤلاء‏ ‏الثلاثة‏ ‏تقوم‏ ‏الأم‏ ‏بوظيفتهم‏ ‏ليلا‏ ‏ونهارا‏.. ‏وهكذا‏ ‏تصبح‏ ‏الأم‏ ‏مكروهة‏.. ‏عند‏ ‏كل‏ ‏الأطفال‏
اما‏ ‏الأب‏ ‏الذي‏ ‏يعمل‏.. ‏فهو‏ ‏يجيء‏ ‏إلى‏ ‏البيت‏ ‏بعد‏ ‏العمل‏, ‏وكلها‏ ‏ساعة‏ ‏أو‏ ‏ساعتين‏ ‏يأكل‏ ‏فيهما‏ ‏ويشرب‏ ‏ويتحدث‏ ‏إلى‏ ‏أولاده‏ ‏خفيفا‏ ‏لطيفا‏.. ‏لا‏ ‏يأمر‏ ‏ولاينهى‏ ‏ولايعاقب‏.. ‏فيحب‏ ‏الأبناء‏ ‏الأب‏ ‏ولايحبون‏ ‏الأم‏.. ‏لأن‏ ‏الأب‏ ‏ليس‏ ‏عنده‏ ‏وقت‏.. ‏والأم‏ ‏لا تتوقف‏ ‏عن‏ ‏النصائح‏ ‏والتحذير‏ ‏والوعيد‏.. ‏فهم‏ ‏يرون‏ ‏في‏ ‏الأم‏ ‏كل‏ ‏السلطات‏ ‏التي‏ ‏تمسك‏ ‏العصا‏.. ‏بينما‏ ‏الأب‏ ‏هو‏ ‏رسول‏ ‏السلام‏ ‏والرحمة‏, ‏يعطي‏ ‏ولايعاقب‏ ‏ولايهدد‏ ‏ولايحذر‏ ‏ولاينذر‏.‏
حتى‏ ‏جاء‏ ‏دور‏ ‏المرأة‏ ‏فعملت‏.. ‏فأصبحت‏ ‏هي‏ ‏والأب‏ ‏بعيدين‏ ‏عن‏ ‏الأولاد‏.. ‏لاوقت‏ ‏عند‏ ‏احدهما‏ ‏للأولاد‏.. ‏مع‏ ‏زيادة‏ ‏في‏ ‏إرهاق‏ ‏الأم‏ ‏العاملة‏.. ‏فهي‏ ‏تعمل‏ ‏كالرجل‏ ‏خارج‏ ‏البيت‏.. ‏فاذا‏ ‏جاءت‏ ‏إلى‏ ‏البيت‏ ‏استأنفت‏ ‏كل‏ ‏العمل‏: ‏تطبخ‏ ‏وتغسل‏ ‏وتكنس‏ ‏وتربي‏ ‏وتعلم‏ ‏وتعالج‏ ‏وتنصح‏.. ‏بينما‏ ‏الأب‏ ‏يتمدد‏ ‏في‏ ‏فراشه‏.. ‏وإلي‏ ‏جواره‏ ‏وحوله‏ ‏الأبناء‏ ‏الذين‏ ‏لايسهمون‏ ‏في‏ ‏أي‏ ‏عمل‏.. ‏تماما‏ ‏كالأب‏!‏
وعندما‏ ‏دخلت‏ ‏المرأة‏ ‏دنيا‏ ‏العمل‏ ‏إلى‏ ‏جوار‏ ‏الرجل‏ ‏أصبح‏ ‏الأبناء‏ ‏أبناء‏ ‏شوارع‏ ‏أو‏ ‏سلالم‏.. ‏أو‏ ‏أبناء‏ ‏الخدم‏.. ‏أو‏ ‏أبناء‏ ‏الحتة‏.. ‏فلا‏ ‏وقت‏ ‏عند‏ ‏الأب‏ ‏ولا‏ ‏وقت‏ ‏عند‏ ‏الأم‏.. ‏ولن‏ ‏تعود‏ ‏المرأة‏ ‏إلى‏ ‏البيت‏.. ‏ولذلك‏ ‏سوف‏ ‏يبقي‏ ‏الابن‏ ‏بلا‏ ‏رعاية‏ ‏ولاحماية‏ ‏ولا‏ ‏وقاية‏.. ‏انه‏ ‏يعيش‏ ‏على‏ ‏هامش‏ ‏حب‏ ‏الأم‏ ‏ورعاية‏ ‏الأب‏.. ‏
وكل‏ ‏الأطفال‏ ‏كذلك‏
قال‏ ‏لي‏ ‏طفل‏ ‏في‏ ‏احدى ‏دور‏ ‏الحضانة‏: ‏إن‏ ‏الاطفال‏ ‏معي‏ ‏في‏ ‏الفصل‏ ‏كل‏ ‏امهاتهم‏ ‏مطلقات‏.. ‏وكل‏ ‏واحد‏ ‏يقول‏ ‏لي‏: ‏انه‏ ‏لا‏ ‏يرى‏ ‏أباه‏ ‏إلا‏ ‏نادرا‏!!‏
وأصبح‏ ‏مألوفا‏ ‏جدا‏ ‏أن‏ ‏تعيش‏ ‏الأم‏ ‏مع‏ ‏أطفالها‏.. ‏أو‏ ‏بعض‏ ‏أطفالها‏ ‏وبقية‏ ‏الأطفال‏ ‏مع‏ ‏الأب‏
*******
ورأينا‏ ‏شيئا‏ ‏جديدا‏ ‏الآن‏, ‏وهو‏ ‏أن‏ ‏الأم‏ ‏لا تريد‏ ‏جميع‏ ‏أطفالها‏ ‏وتتركهم‏ ‏للأب‏ ‏عقابا‏ ‏له‏.. ‏وفي‏ ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏لأن‏ ‏الأم‏ ‏قررت‏ ‏أن‏ ‏تتزوج‏ ‏رجلا‏ ‏آخر‏, ‏ولامعنى‏ ‏لأن‏ ‏تعاقب‏ ‏الرجل‏ ‏الثاني‏ ‏بأولاد‏ ‏الرجل‏ ‏الأول‏.. ‏وهي‏ ‏دوخة‏ ‏للأب‏ ‏الذي‏ ‏لايفهم‏ ‏في‏ ‏التربية‏.. ‏والعقوبة‏ ‏لاتصيب‏ ‏الأب‏ ‏وحده‏, ‏وانما‏ ‏الأولاد‏..‏
ولم‏ ‏يعد‏ ‏قلب‏ ‏الأم‏ ‏يتفتت‏ ‏على‏ ‏غياب‏ ‏الأولاد‏.. ‏ولم‏ ‏يعد‏ ‏قلب‏ ‏الأب‏ ‏حديدا‏, ‏وانما‏ ‏هو‏ ‏قلب‏ ‏يتمزق‏ ‏ويذوب‏ ‏دما‏ ‏على‏ ‏أولاده‏ ‏الذين‏ ‏هجرتهم‏ ‏الأم‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏رجل‏ ‏آخر‏ ‏وأولاد‏ ‏آخرين‏
والضحية‏: ‏الأطفال‏.. ‏الشبان‏ ‏الذين‏ ‏سوف‏ ‏يكونون‏ ‏آباء‏ ‏جددا‏.. ‏والذين‏ ‏سوف‏ ‏يحلمون‏ ‏بحياة‏ ‏عائلية‏ ‏أفضل‏.. ‏ولذلك‏ ‏يتعجلون‏ ‏الزواج‏.. ‏ثم‏ ‏يجدون‏ ‏أنفسهم‏ ‏غير‏ ‏قادرين‏ ‏على‏ ‏الحياة‏ ‏الزوجية‏ ‏والأبوة‏.. ‏وهي‏ ‏مشكلة‏ ‏جديدة‏ ‏تصيب‏ ‏الأطفال‏ ‏بسبب‏ ‏عذاب‏ ‏آبائهم‏ ‏عندما‏ ‏كانوا‏ ‏أطفالا‏.. ‏فالأجيال‏ ‏تصب‏ ‏عذابها‏ ‏على‏ ‏نفسها‏.. ‏جيلا‏ ‏بعد‏ ‏جيل‏ ‏بعد‏ ‏جيل‏!!‏
فأنت‏ ‏لاتكره‏ ‏ابنك‏.. ‏وابنك‏ ‏لايكره‏ ‏ابنه‏.. ‏وأنت‏ ‏لاتكره‏ ‏حفيدك‏ ‏الذي‏ ‏لاتعرفه‏
وانما‏ ‏هي‏ ‏أجيال‏ ‏تضغط‏ ‏على‏ ‏بعضها‏ ‏البعض‏.. ‏وكل‏ ‏جيل‏ ‏له‏ ‏ظروفه‏ ‏الضاغطة‏ ‏والقاهرة‏ ‏أيضا‏
وكما‏ ‏يحدث‏ ‏في‏ ‏سباق‏ ‏التتابع‏.. ‏أن‏ ‏تعطي‏ ‏الشعلة‏ ‏للذي‏ ‏بعدك‏.. ‏والذي‏ ‏بعدك‏ ‏يعطيها‏ ‏للذي‏ ‏بعده‏.. ‏فإذا‏ ‏أنت‏ ‏تعثرت‏ ‏في‏ ‏البداية‏ ‏وأدى‏ ‏ذلك‏ ‏الي‏ ‏أن‏ ‏تأخر‏ ‏ابنك‏ ‏وفشل‏ ‏حفيدك‏.. ‏فأنت‏ ‏لاتقصد‏ ‏ذلك‏ ‏واذا‏ ‏قال‏ ‏حفيدك‏: ‏إنك‏ ‏إنسان‏ ‏فاشل‏ ‏وأنت‏ ‏الذي‏ ‏فرضت‏ ‏عليه‏ ‏العذاب‏ ‏والهوان‏, ‏فهو‏ ‏معذور‏ ‏اذا‏ ‏قال‏.. ‏ولكنه‏ ‏ليس‏ ‏محقا‏.. ‏وهو‏ ‏ليس‏ ‏على‏ ‏استعداد‏ ‏لأن‏ ‏يجد‏ ‏لك‏ ‏عذرا‏.. ‏انه‏ ‏يرى‏ ‏الذي‏ ‏بين‏ ‏يديه‏.. ‏والذي‏ ‏بين‏ ‏يديه‏.. ‏انه‏ ‏لم‏ ‏يصل‏.. ‏بينما‏ ‏وصل‏ ‏الآخرون‏.. ‏ولذلك‏ ‏فهو‏ ‏غاضب‏ ‏على‏ ‏حظه‏ ‏الأسود‏.. ‏وأنت‏ ‏الأسود‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الحظ‏
*******
إن‏ ‏الأجيال‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏تعرف‏ ‏العدل‏.. ‏واذا‏ ‏عرفت‏ ‏العدل‏ ‏عرفت‏ ‏الرحمة‏.. ‏واذا‏ ‏عرفت‏ ‏الرحمة‏ ‏عرفت‏ ‏الامتنان
امتنان‏ ‏جيل‏ ‏إلى‏ ‏جيل..
‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏لايحدث‏ ‏عادة‏.. ‏ومن‏ ‏هنا‏ ‏كانت‏ ‏كلمة‏ ‏الكراهية‏ ‏هي‏ ‏اكثر‏ ‏الكلمات‏ ‏شعبية‏
والكراهية‏ ‏تولد‏ ‏الحقد‏.. ‏والحقد‏ ‏أبو‏ ‏الحرب‏, ‏والحرب‏ ‏أم‏ ‏الخراب‏ ‏والدمار‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الدنيا‏
والحرب‏ ‏أم‏ ‏لحروب‏ ‏أخرى‏ ‏وبأشكال‏ ‏أخرى‏ ‏وبأسلحة‏ ‏أخرى‏

Tuesday, October 28, 2008

ألاسنغفار

في عصر الشيخ أحمــــد بـــن حنبـــل ، كان الشيخ احمد مسافراً فمر بمسجد يصلي فيه ولم يكن يعرف احداً في ذلك المنطقة وكان وقت النوم قد حان فافترش الشيخ أحمد
مكانه في المسجد واستلقى فيه لينام وبعد لحظات إذا بحارس المسجد يطلب من الشيخ عدم النوم في المسجد ويطلب منه الخروج وكان هذا الحارس لا يعرف الشيخ احمد ، فقال الشيخ احمد لا أعرف لي مكان أنام فيه ولذلك أردت النوم هنا فرفض الحارس أن ينام الشيخ وبعد تجاذب أطراف الحديث اذا بالحارس يقوم بجر الشيخ احمد إلى
لخارج جراً والشيخ متعجب .. حتى وصل إلى خارج المسجد . وعند وصولهم للخارج إذا بأحد الاشخاص يمر بهم والحارس يجر الشيخ فسأل ما بكم ؟ فقال الشيخ أ حمد لا أجد مكانا أنام فيه والحارس يرفض أن أنام في المسجد ، فقال الرجل تعال معي لبيتي لتنام هناك ، فذهب الشيخ أحمد معه وهناك تفاجأ الشيخ بكثرة تسبيح هذا الرجل وقد كان خبازاً وهو يعد العجين ويعمل في المنزل كان يكثر من الاستغفار فأحس الشيخ بأن أمر هذا الرجل عظيم من كثرة تسبيحه .. فنام الشيخ وفي الصباح سأل الشيخ الخباز سؤالاً وقال له : هل رأيت أثر التسبيح عليك؟
فقال الخباز نعم! ووالله إن كل ما أدعو الله دعائاً يستجاب لي ، إلا دعاءاً واحدا لم يستجاب حتى الآن ، فقال الشيخ وما ذاك الدعاء ؟ فقال الخباز أن أرى الإمام أحمد بن حنبل
فقال الشيخ أنا الإمام أحمد بن حنبل فوالله إنني كنت أٌجر إليك جراً ، وهاقد أستجيبت دعواتك كلها ..

للحياة معنى أكبر

هل فكرت يوما كيف سيكون سيناريو حياتك كلها؟


هل فكرت فى لحظة كيف ستمضى بك الأيام والأعوام وإلى أين ستوصلك؟


إذا لم تفكر فى ذلك يوما فتعال معى الآن نفكر سويا ، وتخيل أنك أصبحت جدا تجلس فى الشتاء عند مدفأة فى بيتك تحكى فيها لأحفادك وأبنائك نجاحاتك فى الحياة ، ماذا تتمنى أن تحكى حينئذ؟

أو تخيل أن أحب أصدقائك قد أنتج فيلما تسجيليا يروى نجاحاتك وإنجازاتك ، فمذا تحب أن ترى فى هذا الفيلم؟
أو تخيل أنه بعد مماتك قد أقيمت تغطيات صحفية وتليفزيونية عن سيرتك الذاتية وتاريخك الشخصى ، فماذا تحب أن يقال عنك؟


أو تخيل نفسك وقد بلغت الثمانين من عمرك وتجلس فى مكتبك الخاص مع صحفى يتحاور معك عن ذكرياتك وأمجادك وحياتك؟ فماذا تحب أن تروى له؟


دعنا الآن نروى أحد سيناريوهات الحياة وهو سيناريو حياة الأستاذ (عادى):


يعلو صوت بكائه ليعلن لحظة ميلاد (عادى) فيفرح به الوالدان ويربيانه تربية عادية فيكبر ويدخل الحضانة ثم المدرسة الابتدائية وينتقل مع بقية زملائه إلى المدرسة الإعدادية بمجموع عادى ثم ينجح وينتقل إلى المدرسة الثانوية بمجموع عادى أيضا كبقية زملائه ، ثم يحين اليوم الذى ينتظره (عادى) بفارغ الصبر وتعلن نتيجة الثانوية العامة ويختار (عادى) أحد الكليات التى تناسب مجموعه العادى والتى تسعد أبويه فيدخلها مع مجموعة من زملائه وتنقضى أيام الكلية أياما عادية بحلوها ومرها ، فيتخرج (عادى) بتقدير عادى ويبدأ فى البحث عن وظيفة بعد أن أداء الخدمة العسكرية فيرزقه الله بوظيفة كريمة.


ويبدأ (عادى) حياته العملية يذهب للعمل كل يوم فى الصباح الباكر ثم يعود للبيت بعد العمل عادى مثل بقية زملائه ، ويقضى بعض الأوقات فى الخروج مع أصحابه فى بلده أو خارجها وخصوصا يوم الخميس والجمعة ، وأوقاتا أخرى يزور فيها أقاربه فى المناسبات.


وتمر ثلاثة أعوام على تخرجه ويبدأ (عادى) التفكير فى الزواج عادى مثل بقية أصحابه فيتزوج من فتاة عادية ويرزقه الله بأولاد فيفرح بهم الأستاذ (عادى) وتمر الأيام ويكبر أولاده أمامه ويتدرج الأستاذ (عادى) فى وظيفته تدرجا عاديا ويدخل أولاده المدارس ثم الكليات وتمر الأيام والأعوام ويبلغ الأستاذ (عادى) سن السبعين من عمره فيمرض فى بيته ثم تحين لحظة وفاته الحزينة ولكنها سنة الله ويدفنه أهله ويكتبون على قبره (هنا قبر الأستاذ عادى).


الآن أبلغنى يا صديقى هل تحب أن تكون مثل الأستاذ (عادى)؟ بالطبع ستكون إجابتك (لا طبعا)، ولكن دعنا أسألك سؤالا آخر وأهم (هل ترى حياتك الآن توصلك إلى ما وصل إليه الأستاذ (عادى)؟ الإجابة واضحة لى ولك الآن وهى فى الغالب (نعم) ، فالحياة التى يعيشها معظمنا حياة عادية بلا أهداف أوطموحات ، بلا غايات أو آمال ، ولكن هل لهذه الحياة معنى ؟ وهل لها قيمة حقيقية أستحق أن أعيش من أجلها؟ أم أننا لا نجد لها معنى فلا قيمة لها حينذاك. وهل نحن فعلا سعداء بحياتنا السعادة التى نريدها؟

إلى متى سنظل هكذا تمر الأيام والشهور والأعوام ونحن نحيا حياة التى أقل ما فيه أنها حياة (عادية)؟
لابد أن يكون لنا أهدافا وآمال ، وطموحات وأحلام ، لابد أن يكون لنا أمل وأمل وأمل ... حتى نحيا الحياة الحقيقية،


أمل أن أتغير تغييرا حقيقيا حتى أحقق أحلامى وأهدافى وطموحاتى


أمل أن أحيا حياة سعيدة رائعة أسعد بها وأسعد أهلى وأحبابى ومن حولى


أمل أن أحيا حياة ترضى الله عز وجل الذى يملك سعادتى فى الدنيا والآخرة


لابد أن أحلم الآن بكل هذا وأكثر ، أحلم بإنجازاتى ونجاحاتى وآمالى وأحلامى وأنا أحققها وأعيشها.


لا بأس لم يفت الأوان بعد، أحضر ورقة أحضر قلما ، افعلها الآن ، اكتب اسمك فى ذيل الصفحة واكتب حلمك فى رأس الصفحة ،هل يبدو بعيدا؟ ربما ، ولكنه ليس مستحيلا ، فكر كيف يمكنك الوصول إليه ، فكر جيدا ، قرر أن تصل إلى هناك، وانطلق الآن فى الفعل ، وكلما خطوت نحوه خطوة ارفع اسمك سطرا ، يوما ما سيلتصق اسمك بحلمك إن شاء الله ، وستشعر بالدفء فى قلبك ، فابدأ الآن واجعل لحياتك معنى.