Tuesday, October 28, 2008

فرضيات تحدد شريكنا في الحياة

فرضيات تحدد شريكنا في الحياة
--------------------------------------------------------------------------------
ليس جديداً القول إن اختيار شريك الحياة قرار لا يتعلق بصاحب الشأن في المجتمعات الشرقية.. في حين يعتمد على صاحب الشأن نفسه في المجتمعات الغربية ويعد ضمن الحقوق الشخصية للفرد-.. ولكن سواء ولدت في الشرق أو الغرب يراعي البشر حين يتزوجون مسألتين مهمتين
الأولى: التوافق قدر الامكان مع شريك المستقبل.. في الدين والمذهب والعرق والتعليم ومستوى العائلة وغيرها.. فبصرف النظر عن مستوى الحرية في اتخاذ القرار يلاحظ أن معظم الناس لا يتزوجون من شخص له عرق مختلف.. أو دين مخالف.. أو جنسية أخرى.. أو يكبرنا كثيرا بالسن.. أو يقل مستواه التعليمي أو الاجتماعي عنا بشكل كبير
أما المسألة الثانية: فهي تحقيق رغبات الشريكين في مواصفات جسدية معينة.. كالطول والوزن ولون البشرة والشعر والعينين ووو).. ويمكن القول إن هناك أربع فرضيات على الأقل تحاول تفسير ميولنا الخاصة لمواصفات جسدية معينة
*******
الفرضية الأولى
تقول إننا نبحث عن شريك حياة يكمل نقصنا ويعوض عيوبنا؛ فالفتاة القصيرة المكتنزة تفضل الرجل الطويل الرشيق، والرجل القصير الأسمر يفضل الفتاة الطويلة البيضاء.. ففي داخل كل منا ميل للكمال ورغبة في تحسين النسل وانجاب ذرية أفضل؛ فالفتاة القصيرة تخشى من إنجاب اطفال قصار ان تزوجت رجلا بطولها. والرجل الأسمر يخشى إنجاب ذرية أكثر سمارا إن تزوج فتاة بلونه
الفرضية الثانية
هي فعلى عكس الأولى.. تقول اننا نميل للزواج ممن يشبهنا في المواصفات الجسدية والمظهر الخارجي؛ فنحن نرتاح عادة لمن يشبهنا ويقترب منا ونخاف ممن يخالفنا ويبتعد عنا؛ فقد يكون الرجل دميما ولكنه لايرغب بالزواج من فتاة جميلة (شايفة نفسها) وتملي شروطها.. وقد تكون المرأة قصيرة ومكتنزة لكنها: تخاف من كلام الناس.. إن تزوجت رجلا يفوقها طولاً ورشاقة
الفرضية الثالثة
هي بلا شك الأكثر غرابة وإثارة للدهشة؛ فقد اتضح أخيرا اننا نميل لمن يشبه آباءنا وأمهاتنا.. وهذا الأمر سبق ان قرأته في مجلة نيوساينتست.. ثم اطلعت مؤخرا على نتائجه النهاية في موقع انانوفا الاخباري.. ففي جامعة سانت اندرو باسكتلندا اكتشف الباحثون ان النساء ينجذبن إلى من يشبه آباءهن والرجال إلى من يشبه أمهاتهم.. خصوصا فيما يتعلق بالشعر ولون العينين.. ويعود السبب إلى ان الإنسان يرتاح بطبعه للشكل والصورة التي تعوّد عليها وعاش في حضنها مهما كانت قبيحة أو جميلة.. وحين يولد الإنسان لوالدين يراهما كل يوم تصبح صورتهما هي النموذج المريح والمرجع الأساسي لكل وجه جديد.. وهكذا حين يقابل الرجل فتاة لها نفس عيني والدته يشعر بألفة وارتياح لا يعرف لهما سبباً. وحين تصادف الفتاة رجلاً له صلعة الوالد لا تشعر بالنفور منه أبدا
الفرضية الرابعة
بقي الحديث عن الفرضية الرابعة والأخيرة.. ولا داعي للقلق من انتهاء المقال؛ كونها الأكثر اختصاراً ووضوحاً وتنطبق على مجتمعنا أكثر من غيره
إنها ببساطة؛ الاختيار الذي تفرضه طبيعة المجتمع ويتوافق مع مزاج الوالدة أو الأخت الكبرى

No comments: