Tuesday, July 22, 2008

امي..اين ابي؟؟
تسألني عنه صاحباتي
يقولوت اين اباكي؟؟
فتجيبهم حيرتي وعبراتي
تقول لي امي
قولى لهم..ابي اّت
سافر اباكي حبيبتي
ليحضر لنا بعض الحاجات
وتدمع عيناها
وتنفجر براكين تساؤلاتي

امي..لماذا تدمعين
اذا ذكرت ابي دوما
ولماذا تصرين
على انه عائد يوما
لو كان ابي يحبني
لعاد الينا حتما
اّه لو عاد ابي
احمل له عتابا ولوما
لا..لن اعاتبه
ساقبله يدا وقدما
وتمر الايام
وابي لا يعود
امي..اين ابي
بالله لا تبدئي الوعود
امي..اصدقيني
هل لابي اصلا وجود؟؟
تصفعني امي..فابكي
وتبكي في صمود
بامطار دمع غزير
يقطعها شهقات كالرعود
امي..سامحيني
فحيرتي مالها حدود
وامسح بكفي الصغير دمعها
وارتمي في حضنها الممدود

حبيبتي
اباك يحبك
تماما مثلي
ولكنه لاجلك
سافر يعمل
وسيعود ليضمك
كما كان يفعل
ثقي بامك
وعودي للعبك

امي..لو كان ابي سافر
لماذا لم يرسل لي لعبا؟؟
ولماذا يا امي
لم يرسل لك ذهبا؟؟
امي..تزداد حيرتي
وازداد تعبا

امي..
انت تكذبين
بالامس انا
سمعتك تتحدثين
مع صديقتك الجميله
وزوجها السمين
كنت يا اماه
حتى لا اسمع..تهمسين
ابي لن يعود ابدا
فقد اقترقتما من سنين
وهو لا يسأل عني
كما كنت تقولين
وجلست اجتر احزاني
في ركن ركين
وسالت من عيني
انهار الدمع الدفين
كنت يا اماه
اصدقك وتخدعين
اماه..لا تنكري
ولا اريد رؤياك تحاولين
لن استطيع احتضانك
وفري الدمع الذي تسكبين
فقد خذلت ثقتي
ولم تكوني من الصادقين
يا من علمتنى
ان النار مثوى الكاذبين
امي
هدمت قصورا
بنيتها ليال طوال
كم حلمت
بأب كباقي الاطفال
اب لم يعوضني عنه
جد ولا خال
المي منك يا امي
فاق قدرتي على الاحتمال
ليتني خرست
قبل ان اسألك السؤال
فتكذبين
وتهدمين ما بنيت من امال

امي
لماذا تركني ابي..وتركك؟؟
وهل تراه الان
يعرف مقدار المي..والمك؟؟
وهل يحبني
ام يكرهني كما كرهك؟؟
هل يعرف اصلا بوجودي
ام انكرني كما هجرك؟؟
لا اريد اجابة منك
اخشى يا امي من كذبك

امي
اني جرحت فداويني
وأن كنت قسوت عليك
فسامحيني
فالامي استعمرت قلبي
واحزاني تمزق شراييني
اصبح الحزن الان
محفورا على جبيني
احتاج اليك الان
يا امي..فضميني



ضمتني
وبدأ البكاء
وبدأت تحكي
بحزن غلفه الكبرياء
كان اباكي عندي
الماء والهواء
لاجله قاطعني اهلي
وعشنا في بلدنا غرباء
ولم اكن اتخيل
اني كنت طائشة..بلهاء
وان الذي من اجله
تحديت الارض والسماء
كان..سامحه الله
زير نساء
واكتشفت بعد فوات الاوان
وبعدما نفد القضاء
ان الرجل الذي احببت
ممثل متقن الاداء
وما كدت افيق من صدمتى
حتى تحركت ملاكا في الاحشاء
فما عاد امامي
الا ابتلاع احزاني السوداء

ولكنه
لم يقدر ما فعلت
فزاد في ظلمه
ولاجلك انت احتملت
كم تساهلت
وكم غفرت
وقلت سيصلحه
الوقت..والبنت
حتى جاء اليوم
الذي ما توقعت
وحصدت ثمار ما زرعت
بعدما تركنا
بورقه ارسلها على البيت
يومها يا صغيرتي
شعرت انى احترقت
فابتلعت احزاني
في صمت
قد كان ذنبي وحدي
انى احببت

حبيبتي
اياك ان تكرهيه
اباك بشر
والبشر خطاء..فاعذريه
حبيبتي..انه اباك
فإن قابلته فاحترميه
واسألي المولى دائما
ان يهديه

شكرا يا امي
قد انتهت حيرتي
وسامحيني إذ اغضبتك
واغفري كما عودتني زلتي
يا حبيبتي..وصديقتي
و نور دنياي وجنتي

No comments: