Monday, November 7, 2011

فى الغباء والحماقة

 

كثير من الناس يتعاملون مع حمقى ويحسبون أن الآخرين هم الحمقى ولقد استبان لى أن الفعل الأحمق غير الشخص الأحمق ..أماالفعل فيتجاوز عنه ويمر عليه العاقلون مرور الكرام وأحيانا بلا تعليق ولا رد فعل…وإنما- فى أحيان أخر- إشارة عابرة لبعضهم- من أولى العقل- لعل وعسى.

وأما الشخص الأحمق فالعاقل يتجنبه وكأن بشرا غير موجود أمامه..وإنه لإهمال عن فهم وعقل مبعثه قوله تعالى (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).

قال أبو حاتم بن حيان الحافظ:

علامة الأحمق

سرعة الجواب، وترك التثبت، والإفراط في الضحك، وكثرة الالتفات، والوقيعة في الأخيار، والاختلاط بالأشرار… والأحمق إن أعرضت عنه اغتم، وإن أقبلت عليه اغتر، وإن حلمتعنه جهل عليك، وإن جهلت عليه حلم عليك، وإن أحسنت إليه أساء إليك، وإن أسأت إليه أحسن إليك، وإذا ظلمته أنصفت منه، ويظلمك إذا أنصفته…. فمن ابتلى بصحبة الأحمق فليكثر من حمد الله على ما وهب له مما حرمه ذاك.

قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة:

رجل يدري ويدري أنه يدري، فذاك عالم فخذوا عنه، ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري، فذاك ناسٍ فذكروه، ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري، فذاك طالب فعلموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه.

وقال أيضاً: الناس أربعة، فكلم ثلاثة، ولا تكلم واحداً:

رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فكلمه، ورجل يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه،ورجل لا يعلم ويرى أنه لا يعلم فكلمه، ورجل لا يعلم ويرى أنه يعلم فلا تكلمه.

قال جعفر بن محمد: الرجال أربعة:

رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه، ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.

لا تجالس الأحمق

عن شعبة أنه قال: عقولنا قليلة، فإذا جلسنا مع من هو أقل عقلاً منا ذهب ذلك القليل،فإني لأرى الرجل يجلس مع من هو أقل عقلاً منه فأمقته.

قال بعض الحكماء: مؤنة العاقل على نفسه، ومؤنة الأحمق على الناس، ومن لا عقل له فلا دنيا له ولا آخرة.

كيف يعامل الأحمق

قال حكيم آخر: ليس كل أحد يحسن يعامل الأحمق وأنا أحسن أعامله، قيل له كيف؟

قال: أبخسه حتى يطلب الحق بعينه، إذ متى أعطيته حقه طلب ما هو أكثر منه.

والحق أن العاقلين يكادون يتفقون فى كتاباتهم ووفقا لتجاربهم على أن أفضل طريقة للتعامل مع الحمقى هى إهمالهم وترك مصاحبتهم والحديث معهم وترك مداخلتهم.

ومما جاء فى الحماقة من الشعر

قول أحمد محرم1

أَصُدُّ بِوَجهي عَن كَثيرينَ إِنَّني *** أرى المَرءَ تُرديهِ الحَماقَةُ وَالجَهلُ

وقول حنا الأسعد2

من رام ما لا يستطاع فقل لهُ *** اكفف فذاك حماقةٌ وجنونُ

إن ظلَّ في سُبلِ الحماقة طامعاً *** دعهُ يحاور فالجنونُ فنونُ

وقول سبط بن التعاويذى3

يا اِبنَ المُعَلِّمِ ما لِدائِكَ *** في الحَماقَةِ مِن مُعالِج

وقول عبدالله الفاسى 4

أما الحماقةُ لا تقرَب لصاحِبها *** وإن بليتَ فَعُذ بالله وابتهِل

شرُّ الطَّغامِ الذي يَنسى مبادئَه *** ظنّاً بأنَّ أهالي العصرِ في غَفَل

وقول محمد الهلالى 5

داء الحماقة في الرؤس دواءه *** سيف الصقيل يقدها والجلمد

منقول للامانة .

No comments: