مقال جميل لـ الكاتب محمد فهد الحارثي
ليست هناك مشكلة، هناك شخص يبحث عنها. فكل الأشياء تحمل عدة وجوه وتفسيرات.
نحن نحدد رؤيتنا لها من خلال طريقة تفكيرنا. هناك من يتصيّد الأخطاء، ويستمتع في البحث عنها وإثارتها.
وآخرون يتغافلون عن الأخطاء، ويوجهون نظرهم نحو الأشياء الإيجابية.
الفرق بينهم أن الأول يخلق المشاكل لذاته قبل الآخرين. تصبح علاقاته متوترة.
يعيش هاجس الشك والمؤامرة فيخسر القريب قبل البعيد.
أما الذين يتجاوزون أخطاء الغير ويحاولون أن يوجدوا المبرر لأخطائهم فهم يساعدون أنفسهم في العيش بسعادة
والبعد عن المنغصات.
هم في الواقع يساعدون أنفسهم قبل الغير.
الأخطاء تقع ونحن لسنا ملائكة، بينما المثالية حلم مفرط. وتقبل وقوع الأخطاء والتجاوزات جزء من واقعية الحياة.
والأشخاص الكبار من الداخل، الواثقون من أنفسهم هم الأكثر ميلا للتسامح والترفع عن تصيّد أخطاء الآخرين.
يتمتعون دائما بأريحية واسعة، تجعلهم دائما متصالحين مع أنفسهم، بعيدين عن التوتر والصراع.
تصيد الأخطاء أسلوب سلبي، يلجأ إليه البعض ليثبت لنفسه أن بقية الناس ليسوا أفضل منه،
فهم أيضا يخطئون، وربما يكون مبرره عند البعض هاجس الخوف والشك،
وأحيانا يكون المبرر بحثا عن مثالية وهمية. لكن بغض النظر عن المبررات،
فالنتيجة أن تصّيد الأخطاء يباعد بين هذا الشخص والآخرين. ويزرع بذور خلافات يكون الناس في كثير من الأحيان
في غنى عنها.
التسامح يمنح الإنسان فضاء واسعا، ويجعل القضايا مهما كبرت صغيرة في نظره. وبالتالي تختصر على الإنسان
الكثير من المسائل التي تستهلك طاقة ووقتا،
فالعمر أقصر مما نتخيل، ومن الظلم أن نخسر جزءا منه في صراعات لاتجدي.
كل واقع في الحياة يحمل عدة تفسيرات، ولكن من الخطأ أن ننسى كل الضوء لننشغل بالظلال.
الخير موجود في داخلنا. نحتاج فقط أن نجعل هذا النور يصل للآخرين.
أن نمد الجسور بدلا من أن ننسفها. عندما نمنح الحب للآخرين،
فنحن بطريقة غير مباشرة نهدي السعادة لأنفسنا.
اليوم الثامن:
قد لا تستطيع أن تكسب هذا الشخص كصديق اليوم
ولكن هذا لا يعني أبدا تصنيفه في خانة الأعداء ...
No comments:
Post a Comment