المبادرة هي العادة الأولى التي وضعها ستيفن كوفي، عالم الإدارة الأمريكي، كصفة من صفات الأشخاص الناجحين في الحياة وهي الوصية التي أوصاها من قبله إمام المتقين صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: "بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقراً منسياً، أو غنىً مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر" رواه الترمذي وقال حسن غريب.
والكلام ليس غريباً، فيا شباب و يا بنات هل سبق ورأيتم أحد رجال الأعمال
لم يقم نجاحه على المبادرة أم هل رأيتم أحد الدعاة إلى الله أو مؤسس للأعمال التطوعية.. هل رأيتموه شخصاً غير مبادراً يمشى مع التيار ويستسلم لتقلبات الحياة ويكون شعاره جعلوني فانجعلت؟
انظر إلى حكاية الهدهد في قصة سليمان عليه السلام حين عطش الجيش فذهب من نفسه، دون أن ينتظر أن يكلف بإسمه، بل ذهب لينقذ الجيش من الموت عطشاً فقََلب الأرض حتى سافر من فلسطين إلى اليمن فلما وجدهم يعبدون الشمس لم يتهاون حتى أعان سليمان عليه السلام على إسلامهم.
الحكاية موجودة مفصلة في كتب التفاسير ولكن الشاهد هنا هو الاعتبار بهذا الهدهد المبادر الذي يعتبر أول متطوع للعمل الخيري لجلب المياه للمحتاجين فتعلموا منه يا شباب المبادرين والمبادرات.
تحركوا لتكتبوا أسمائكم بالنور كما سطره الهدهد ولا تكن أبداً عادى ابن عادى الذي عاش عادياً ومات عادياً ولم يعمل بوصية المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) حين قال: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس" فحشر بذلك يوم القيامة عادياً أيضاً، بل كن ممن قيل فيهم
: قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات
كن مع صحبة الخير فمن جالس جانس والصاحب ساحب واستعن بالله ولا تعجز، وكن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في هذا العالم.
No comments:
Post a Comment