الخشوع
إن محل الشعور هو القلب، وهو ملك الأعضاء ثم تظهر ثمرة الشعور على الجوارح، لأن الأعضاء تابعة للقلب؛ فإذا ضعف شعوره بالإيمان بالغفلة، والوساوس ضعفت عبودية الأعضاء. والشعور بالإيمان يظهر في صورة الخشوع في الصلاة وسائر العبادات، ولكن كيف يحصل الخشوع؟
إن الشرط الأساسي لتحصيل حالة الخشوع في العبادة و الانقطاع إلى الله عزَّ و جَلَّ هو تحصيل الإيمان و اليقين ، فالإيمان هو الذي يجعل النفس أرضًا خصبة لنمو روح الخشوع و التوجه التام إلى الله ، و كلَّما ازداد الإنسان إيماناً ازداد خشوعاً
وتحصيل الخشوع: يتحقق بالتالى:
1- إنما يحصل الخشوع في العبادة لمن فرغ قلبه لها، واشتغل بها عما عداها، وآثرها على غيرها، وحينئذ: تكون راحة لنفسه، وقرة عين له. ويجب أن لا ننسى بأن من أسباب شرود الذهن و عدم التركيز حين الصلاة و العبادة هو انشغال فكرك بالمشاكل التي تقلق بالَك ، أو تعلُّق قلبك بما يهمك من أمور دنياه ، فما أن تدخل في صلاتك إلا و تتوارد عليك الأفكار و المشاكل ، فكم من مؤمن حريص على أداء صلاته بحضور القلب منعته أفكاره من الوصول إلى هدفه السامي، ولهذا لا بُدَّ لك من قطع الصلة بينك و بين كل ما يدور حولك أثناء صلاتك وعبادتك لله سبحانه وتعالى.
2- الاهتمام بأوقات الصلوات . واختيار المكان المناسب للصلاة من حيث الهدوء و عدم وجود ما يُصرف انتباهك.
3-إزالة كل ما يشغل قلبك عن الخشوع، فينبغي على المسلم الحريص على تحصيل أسباب الخشوع أن يبعد كل شيء مما قد يشغل بصره أو سمعه، وعليه أيضاً أن يهيئ نفسه ليدخل في مناجاة الرحمن وهو في أكمل حالة.
4-التدبّر في معاني كلمات الآيات المقروءة والأذكار التي تُقال في الصلاة: فإن الله تعالى أثنى على: "الَّذٌينّ إذّا ذٍكٌَرٍوا بٌآيّاتٌ رّبٌَهٌمً لّمً يّخٌرٍَوا عّلّيًهّا صٍمَْا ّعٍمًيّانْا"(الفرقان) وكان بعض السلف يمكث مدة، وهو يقرأ آية لا يجاوزها.. لعظم معناها.
5-معرفة حال الصالحين من سلفنا المبارك في الخشوع: قال مجاهد ـ رحمه الله ـ: كان إذا قام أحدهم يصلي يهاب الرحمن أن يشد بصره إلى شيء أو يلتفت أو يقلب الحصى أو يعبث بشيء أو يحدث نفسه من شأن الدنيا.
6- تعويد النفس على الرجوع إلى حالة الخشوع كلما عرض للإنسان شيء من العوامل الصارفة.
7-المواظبة على النوافل . والمواظبة على الأدعية و الأذكار الخاصة بالصلاة.
8-ليكن لسانك رطبا بذكر الله.. ولتأخذ أذكار الصباح و المساء مكانها المرموق من جدول أعمالك متدبرا كلماتها متفيئا ظلالها يشرح الله صدرك ويذهب همك.
إن الخشوع في العبادات بالإضافة لكونه واجبا مطلوبا وثوابه عظيم عند الله، فإنه ينمي ملكة الدقة والقدرة على التركيز عندك، فاحرص عليه وتمسك به.
منقول
No comments:
Post a Comment